الثلاثاء، 4 مارس 2008

عالم الغثيان وتوبة الفرحان

الحلقة الخامسة سلسلة أفلامها الأخيرة كانت تتضمن قدرا كبيرا ومبالغا فيه من الإثارة . ولقد دفعتنىالضجة التى أحدثها آخر أفلامها ، والحملة الصحفية التى شنتها الصحف المحترمة ضده إلى الذهاب إلى إحدى دور العرض لمشاهدته . وياليتنى ما شاهدته ! كان الفيلمأقذر مارأيت فى حياتى . كانت أمى تمثل فيه دور راقصة تتورط فى جريمة قتل وتدخلالسجن . وهنا يتحول الفيلم إلى وصف تفصيلى لما يحدث داخل سجن النساء من انحرافاتوشذوذ جنسى . وكانت مشاهد الإنحرافات و الشذوذ صريحة جدا وبشكل مقزز أثار عندىالغثيان والاكتئاب . وخرجت من السينما وأنا لا أدرى ماذا أفعل ؟ هل أطلق صرخاتىالمكتومة فى الشارع ؟! هل أهاجر إلى أبعد دولة فى الكرة الأرضية؟! وعدت إلى المنزلبعد أن همت بسيارتى فى كل شوارع القاهرة . وهناك وجدتها تتناول كأسا من الخمر.وحينما رأتنى بادرتنى بالقول : أين كنت ياحبيبتى؟ لقد قلقت عليك . فنظرت إليها وأناأكاد أن أخنقها بعينى وصحت قائلة : كنت أشاهد آخر فضائحك! هبت واقفة وقالت : كيفتحدثينى بهذه اللهجة وأنا أمك ؟ فقلت والشرر يتطاير من عينى : ليتك لم تكونى أمىولم أكن إبنتك . ألم يكفك استهتارك وسكرك فتقومى الآن بتمثيل فيلم رخيص يخاطب غرائزالمنحرفين والشواذ ؟! لقد وضعتٍ أنفى فى التراب . أنت أسوأ أم رأيتها فى حياتى .رفعت أمى يدها ثم هوت بها على وجهى فى صفعة قاسية . تجمدت من الذهول للحظات . وبعدأن زال الذهول شعرت أننى سأموت كمدا لو مكثت فى البيت لحظة واحدة . فغادرته وتوجهتإلى مسجد قريب منه وفى المسجد تناولت مصحفا وجلست أقرأ وأقرأ والدموع تتساقط من عينى بغزارة ، حتىبللت دموعى صفحات المصحف كان الشعور باليأس قد استولى علىّ . ولم أفق إلا على صوت آذان المغرب . ونهضت لأقفبين الصفوف وأصلى . ووجدت الإمام يتلو فى الصلاة هذه الآيات : (? ألم يأن للذينآمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ?....... إلى أن وصل إلى قولهتعالى :? ( اعلموا أن الله يحى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون? ) وسرت فى جسدى قشعريرة غريبة وأحسست وكأن الله عز وجل يخاطبنى بهذه الآيات ليزيلمابى من هم ويأس . نعم إنه يخاطبنى ويقول : اعلمى أنه كما أحى الأرض الميتة بالغيث، فكذلك أنا قادر على إحياء القلوب القاسية كقلب أمك ، وتطهيره بنور الإيمان .وبدأت السكينة تدب فى قلبى . وعدت إلى البيت واستلقيت على الفراش ونمت كما لم أنممن قبل!

ليست هناك تعليقات: