الثلاثاء، 9 يناير 2024

مزارع فلسطين وأشواك الفلس والطين في الوطن العربي

في صباح يوم 7 أكتوبر، استيقظت غزة وهي تشعر بالحزن والألم العميق. كانت ترى معاناة شعبها وقهرهم تحت الاحتلال، وكانت تشعر بالوحدة والعجز عن تحقيق حلمها في الحرية. صوتها ارتفع عبر كل شبر في أراضيها، وهي تصرخ بينما تجري: "فلسطين أين أنت يا أمي الغالية؟ سأصل إليك بكل الطرق، سأحاول وسأجاهد، وسأعرف كيف أذق طعم الحرية، وكيف أشعل قنديل الأمل. سأزرع من اليوم شجر الزيتون في كل مكان، وسأرويه دعاءً ونداءً، وسأقطع كل جذور الاستيطان!"


وفي تلك اللحظة، تحدثت الأم المنسية بصوت هادئ وحكيم، قائلة: "لا تجري بهذه السرعة وتنادي على الأمة العربية، فهي كما كانت نائمة في بحر النسيان. الناس يتحدثون ويتكلمون، وقد يتذكرون أحداثك يا غزة، لكن لا يسمعون حتى يطلبوا أن يستمعوا. للناس همومهم في وادي الدنيا، وانظر حال الجميع، فالكل مريض. لا تحمل همومهم على عاتقك، فهم كغثاء السيل وكثراب العطشان."


فاستمرت غزة في صراخها ونداءها، ولكنها بدأت تتساءل عن الضفة الغربية، وأين هي في هذه الأزمة؟ فأجابتها الأم المنسية قائلة: "الضفة نائمة في بحر السلطان. هي تعاني أيضًا من آلام ومعاناة مثلك، ولكنها مستسلمة للواقع ومكبلة بقيود الاحتلال. لا تنسى أنني قلت لك، الناس كلهم مرضى ويعانون، ولا يمكنك أن تسعي لكل شخص. لا تحمل همومهم على عاتقك، فأنت بحاجة إلى الاهتمام بنفسك وبقضيتك."


وبينما تتأمل غزة في كلام أمها، تدرك أنها يجب عليها أن تستمر في النضال بكل قوتها، ولكنها أيضًا يجب عليها أن تحافظ على نفسها وتعتني بشعبها. فقررت أن تظل تصرخ وتنادي من أجل الحرية، وفي الوقت نفسه، تعمل على تعزيز الوحدة والتضامن بين الفلسطينيين، وتشجير الثقة في نفسهم وقدرتهم على تحقيق الحرية.





وبدأت غزة تزرع شجر الزيتون في كل مكان كرمز للثبات والصمود، وروته بدعاء ونداء لكل الفلسطينيين المنتشرين في الأراضي المحتلة. كانت تأمل أن ينمو هذا الشجر وينشر رسالة الأمل والصمود للعالم.




وبالفعل، استمرت غزة في نضالها وصراخها، وتحولت إلى رمز للمقاومة الفلسطينية. ورغم صعوبات الحياة تحت الحصار والاحتلال، لم تفقد غزة إصرارها وإرادتها في الحصول على الحرية والكرامة.


وتعلمت غزة من كلمات أمها أنها لا يمكنها أن تعتمد فقط على الآخرين لمساعدتها، بل يجب عليها أن تكون قوية ومتماسكة لتحقيق أهدافها. وعلى الرغم من أن الطريق طويل ومليء بالتحديات، إلا أن غزة وعزيمتها لن تتراجع حتى تحقق الحرية وتقطع جذور الاستيطان الظالم.






وهكذا استمرت قصة غزة، قصة صمود وتحدي في وجه الاحتلال. ورغم كل الصعاب، فإنها لن تتوقف عن النضال والسعي لتحقيق الحرية واستعادة الحقوق المسلوبة.