عايز تعرف كل حاجة عن العدو الأسرائيلى؟ اتفضل هنا
السلام عليكم ورحمة اللهكتير مننا سواء كمصريين او عرب عموما مانعرفش حاجة عن المجتمع الأسرائيلى .... وحتى لو عرفنا بتكون معلومات ضئيلة ومشتتة عن العدو الاسرائيلى... وعلشان كده انا فكرت انى اجمع معلومات من كافة نواحى المجتمع الاسرائيلى علشان نعرفه اكتر.... لاننا ماينفعش نحاربهم من غير مانكون عارفينهم كويس...
المجتمع الإسرائيلي من الداخل
1)جذور المجتمع اليهودى وُجدت في فلسطين - قبيل ظهور الحركة الصهيونية - جاليات يهودية متدينة نصفها من اليهود الشرقيين (السفرديم) و النصف الآخر من اليهود الأوروبيين (الإشكناز) على عداوة و خلاف مزمن مع بعضهم البعض, عاشت في المدن الأربعة المقدسة فى نظرهم (الخليل و القدس و طبرية و صفد), و إعتبر هؤلاء أن العيش خارج هذه المدن والعمل لكسب العيش فى أى حرفة كانت إنما هو منافٍ للدين يصرفهم عن التعبد والصلاة, و لذلك كانوا عالة دائمة على أبناء دينهم فى أوروبا حيث جُمعت لهم الصدقات سنوياً كسباً للأجر والثواب لسد حاجاتهم المعيشية وفق نظام عرف بـ"الهالوكا" .. وكان عدد هؤلاء اليهود المتدينين المقيمين في فلسطين عند بدء الحركة الصهيونية فى أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر حوالى 40000 يهودياً .وبعد حرب يونيو 1967 إمتلأ اليهود بالفخر لأن وطنهم إسرائيل أصبح قوياً و ناجحاً, ثم أقنعتهم الدعاية الصهيونية المضللة بأن اليهود فى أمريكا وغيرها من البلاد يتعرضون للاضطهاد, و نتيجة لهذه الدعاية هاجر إلى إسرائيل نحو الخمسين ألف يهودى أمريكى فيما بين عامى 1967 و 1970 كانوا ضحايا الدعاية التى تروج لها الصهيونية.والحقيقة أن معظم هؤلاء المهاجرين إعتقد أن فرصة النجاح أمامه ستكون أكبر في إسرائيل. فقد أقنعت أجهزة الدعاية الصهيونية الضخمة اليهود فى كل أنحاء العالم بأن اليهود من عرق واحد لكن الواقع أن اليهود ليسوا عرقاً واحداً , فضلاً عن أنهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة.و هناك مجموعتان متميزتان من اليهود فى العالم هاجروا إلى فلسطين و قد أتوا من منطقتين مختلفتين:اليهود السفارديون : و قد أتوا من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.واليهود الاشكناز : و أصلهم من شرق أوروبا.أما اليهود السفارديين فهم المجموعة الأقدم و هم اليهود الذين تحدثت عنهم التوراة لأنهم عاشوا فى المنطقة التي وصفتها التوراة وهم أقارب بالدم للعرب والفارق الوحيد بينهما هو الدين.وأما اليهود الاشكناز – الذين يشكلون الآن قسماً كبيراً من يهود العالم – فلم يكونوا يهوداً فى الأساس .. و هذا ما إتفق عليه المؤرخون حيث أنهم لم يعتنقوا اليهودية إلا قبل 1200 سنة فقط.والذي حدث أنه كان ثمة قبيلة تدعى " الخزر " تعيش عند حافة شرق أوروبا, و فى عام 740 م قرر ملك الخزر وبلاطه ضرورة إعتناق دين ما .. فدعا ممثلين عن الرسالات السماوية الثلاث (اليهودية و المسيحية و الإسلام) حتى يلقوا على مسامعه مبادئ معتقداتهم, فإختار ملك الخزر اليهودية ليس لأسباب دينية وإنما لأسباب سياسية و إستراتيجية بحتة, فلو إعتنق الخزر المسيحية لأغضبوا العالم الإسلامى ولو إختاروا الإسلام لأغضبوا العالم المسيحى .. و لذلك آثروا السلامة بإختيار اليهودية !.وفى القرن الثالث عشر الميلادى إنهارت دولة الخزر نتيجة للضغوط العسكرية التي تعرضت لها من قبل المسلمين والمسيحيين والقبائل الجبلية فهاجروا من أراضيهم بإتجاه الغرب, و قرر معظمهم الإقامة في روسيا و بولندا, و يُعرف هؤلاء الخزر الآن بالإشكناز إلا أنهم ليسوا يهوداً أصليين من ناحية الدم على الأقل.وفى أواخر القرن الثامن عشر إنتشر عدد كبير من الإشكناز غرباً فى ألمانيا ودول البلقان وغرب أوروبا .. و نتيجة لتدخلهم في شؤون روسيا الإجتماعية و الحكومية الرسمية, بدأ القياصرة يضطهدونهم ونتيجة لذلك بدأ اليهود الاشكناز ذوو الميول الشيوعية الإشتراكية فى الهجرة فهاجر بعضهم إلى فلسطين وهاجر بعضهم الآخر إلى الأمريكيتين و خاصة أمريكا الشمالية و بصفة خاصة الولايات المتحدة.
التمييز العنصرى فى المجتمع الإسرائيلىواليهود الإشكناز هم المفضلون و معظم أصحاب المناصب و الرتب الكبيرة يكونون منهم أما السفرديم فإنهم يعانون الاضطهاد الدائم فى كافة المجالات .. فاليهودى السفرديم عليه أن يتزوج من يهودية من السفارديم ولا يحق له الزواج من الإشكناز .. أما الإشكنازى أو الإشكنازية الذى يتزوج من السفرديم فإنه يصبح فى وضع إجتماعى أقل .و تظهر هذه التفرقة جلية في نظام السكن و توزيع المنازل, فقد كانت المساكن مخصصة فى إسرائيل كما يلى :ـ كان لليهود الإشكناز الذين عاشوا فى إسرائيل عدة سنوات أولوية الإختيار .ـ ثم يأتى بعدهم اليهود الإشكناز من أوروبا خاصة الذين كانوا متزوجين من يهوديات إشكنازيات .ـ و فى المرتبة الثالثة يأتى اليهود الإشكناز القادمين من أمريكا خاصة الذين كانوا متزوجين من يهودية إشكنازية ولدت فى إسرائيل .ـ أما اليهود السفارديون فلهم ما يتبقى من المساكن .ـ و فى نهاية القائمة يأتى المسلمون و الدروز و المسيحيون.و تنطبق هذه القاعدة فى التمييز على ما يتعلق بفرص العمل أيضاً .. فاليهود الإشكناز يحصلون على أفضل الوظائف, ثم يأتى بعدهم اليهود السفارديم .. أما المسلمون و الدروز و المسيحيون فيقومون بالأعمال الوضيعة و الكثيرون منهم بلا عمل.و قد ذكر الرئيس الإسرائيلى موشى كاتساف أن السفرديم يقيمون فى مخيم للمهاجرين فى الطرف الشمالى لإسرائيل، و هى صحراء مهملة حارة ظلت مقراً لموجات المهاجرين من السفرديم, الذين أتوا من العراق والمغرب وإيران و أثيوبيا طيلة 50 سنة، و هو المخيم الذي أصبح فيما بعد بلدة عُرفت بـ (كريات ملاتشى) .وقد كان إنتصار كاتساف – الإيراني المولد – إنتصاراً لمهاجرى البلاد و فقراؤها و المتدينين من اليهود، وهو الذى لم تتقبله النخبة من الإشكناز, اليهود الغربيين الذين قادوا الحركة الصهيونية و أسسوا الدولة.وحتى اليوم فإن 20 % فقط من المتخرجين السفرديم هم الذين يستكملون دراستهم بعد المرحلة الثانوية، فالتعليم في مدارس المناطق التى يقيم فيها السفرديم يقل كثيراً عن متوسط المستوى التعليمى فى إسرائيل, و حتى وقت قريب لم يكن يوجد بالجامعات سوى 2 % فقط من طلاب السفرديم وربما وصلوا الآن إلى 20 %.باختصار فإن الحالة الاجتماعية مهلهلة و مهددة بالانهيار، و لولا وجود إسرائيل فى حالة صراع دائم مع الفلسطينيين وغيرهم من العرب لكان الشعب الإسرائيلى قد تفجر من الداخل، فما يجمعه ويوحد صفوفه مؤقتاً هو وجود عدو مشترك.
الهروب من إسرائيل!نسبة كبيرة من كبار السن بالدرجة الأولى يهربون الأن من إسرائيل بحثاً عن الأمان المفقود نتيجة المقاومة الفلسطينية الباسلة، الوجهة الرئيسية لهؤلاء تكون أمريكا أو الدول الأوروبية.يأتى بعد ذلك نسبة من الشباب ممن لهم طموحات مستقبلية إكتشفوا قبل تفجر الانتفاضة الثانية صعوبة تحقيقها فى إسرائيل، ثم إرتفعت رغبتهم فى البحث عن أرض أخرى لتحقيق أحلامهم، ومعظم هؤلاء لهم توجهات يسارية وليس لهم إنتماء قوى للديانة اليهودية أو لإسرائيل كدولة.ثم تأتى شريحة المرأة التى تمثل الأمهات ممن يخفن على حياة و مستقبل أولادهن
الوضع الإقتصادىوجه وزير المالية الإسرائيلي الأسبق "يعقوب نئمان" إنتقاداً شديد اللهجة للسياسة الإقتصادية التى تنتهجها الحكومة الإسرائيلية مؤكداً أن الوضع الإقتصادى فى إسرائيل الآن هو الأسوأ منذ الخمسينيات وأضاف أن الإقتصاد الإسرائيلى على حافة الهاوية, و إذا لم يتم إتخاذ قرارات فورية وفى اتجاهات واضحة فسوف يتدهور الإقتصاد الإسرائيلي إلي الحضيض.والإقتصاد الإسرائيلى يواجه موقفاً حرجاً منذ صعود شارون إلى السلطة و بداية انتفاضة الأقصى, والتقديرات تقول أن الإنتفاضة الفلسطينية قد تكلف الإقتصاد الإسرائيلى خلال عام واحد نحو خمسة مليارات دولار, و بإختصار فإن الميزانية الجديدة تعنى أن الإسرائيليون سيدفعون ضرائب أكثر فى مقابل خدمات أقل من أجل تغطية نفقات العمليات العسكرية.كما تشهد إسرائيل إنخفاضاً حاداً فى مجال السياحة حيث وصل الإنخفاض إلى 40 % من الولايات المتحدة الأمريكية , و 65 % من دول العالم الأخرى ، و هو الأمر الذي مثَّل كارثة للمنشآت الفندقية و إستثماراتها ، و أدى بالتالى إلى زيادة كبيرة فى نسبة البطالة وصلت إلى 9 %، وتلجأ إسرائيل باستمرار الى الولايات المتحدة التى تمدها بالقروض سنويا، فضلا عن المساعدات المالية المقررة كل عام.
المستوى الأخلاقىالمجتمع الإسرائيلي أبعد ما يكون عن الأخلاق, فقد أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إسرائيل تُعتبر أكبر مركز للدعارة في العالم حيث تبيع الزنا في مراكز متخصصة لهذا الغرض, و تجنى من وراء هذه المهنة القذرة أموالاً طائلة, حيث تحصل إسرائيل على أكثر من مليون ونصف دولار فى صورة ضرائب تدفعها مراكز الدعارة بالإضافة إلى الملايين الطائلة التي تحصل عليها من خدمة التليفون الجنسى التي تقدمها لمواطنيها, و لا تكتفى إسرائيل بتقديم الجنس بطريقته المعتادة وإنما تقدم أيضاً مراكز متخصصة للشواذ!.وتقول إحصائية إسرائيلية أن نحو 200 ألف سيدة إسرائيلية تتعرض للضرب المبرح من زوجها سنوياًَ .
العلاقات بين المتدينين و العلمانيينكشفت دراسة إسرائيلية أعدها يشعياهو ليفمان أن الصراع في اسرائيل لم يعد قاصراً على العرب بل تعداه إلى العلاقات بين اليهود المتدينين و اليهود غير المتدينين .. وفي استطلاع للرأي قال 58 % من اليهود في القدس أن العلاقات بين المتدينين و العلمانيين هى أخطر مشكلة تواجه الدولة مقابل 23 % يرون أن العلاقات بين اليهود و العرب هى المشكلة الأخطر.وتتحدث الدراسة عن "الحريديم" او اليهود المتدينون, وهم الذين رفضوا المشروع الصهيونى منذ بدايته وإعتبروا أن إقامة دولة لليهود فى فلسطين وفق المشروع الصهيونى هو بمثابة إستعجال للنهاية اليهودية, أى إقامة الدولة بدون توافر الظروف التى وردت فى العهد القديم وقبل أن يظهر المسيح المخلّص ويمثل هذا التيار الآن حزب شاس و يهودية التوراة.ويشكل الحريديم نسبة 25 % من اليهود المتدينين فى إسرائيل وحوالى 5 % من عدد السكان فى إسرائيل .. ويتميز اليهودى الحريدى بالتمسك بوضع طاقية سوداء أو قبعة سوداء على رأسه على النقيض من اليهودى الصهيونى القومى.
احصائيات
عدد السكان فى إسرائيلبلغ عدد سكان إسرائيل مع بداية عام 2002 حوالى 6.5 مليوناً, منهم 5.3 مليون من اليهود (81 %) و 2.1 مليون من العرب (19 %) .. بينما كان عدد السكان عام 1948 650 ألفاً من اليهود و 150 ألفاً من العرب .. و توجد أقليات مسيحية و درزية و شركسية فى إسرائيل .. كما أن هناك 225 ألفاً لا يدينون بأى ديانة .و تشير الإحصائيات إلى أن 63 % من المواليد لليهود , و أن عدد اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 يبلغ 2 مليون شخص .. و يعيش 38 % من يهود العالم فى إسرائيل .و41 % من السكان يعيشون فى تل أبيب, و13 % فى حيفا, و 14 % فى النقب، ويتوقع اليهود أنه فى عام 2030 سيعيش نصف يهود العالم فى إسرائيل .
عدد الإسرائيليون خارج إسرائيليبلغ عدد الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية نحو مليون شخص .. منهم 450 ألفاً من اليهود و العرب يقضون كل أوقاتهم خارج إسرائيل , بينما 245 ألف من بين المليون يعيشون خارجها .. أما الباقون فهم يكتفون بجنسياتهم الأخرى .
نسبة التعليمنسبة المتعلمين 9 ,94 % , الرجال 1 ,97 % , و النساء 7 ,92 % .(شايفين الخطورة فين ) ..
التجنيدالتجنيد تطوعى للمسلمين والمسيحيين, وإلزامى لليهود والدروز ( الرجال 36 شهراً و النساء 21 شهراً ).
متوسط العمرمتوسط عمر الرجال 76 , و النساء 80 سنة.
البطالةوصل عدد العاطلين فى إسرائيل عام 2001 إلى 258.6 ألف عاطل, بنسبة 10.2%.
عدد اليهود فى العالميبلغ عدد اليهود فى العالم 13.3 مليون يهودياً , منهم 5.1 مليون يهودى فى إسرائيل بنسبة 37 % من إجمالى اليهود فى العالم, و 5.7 مليون يهودى فى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 40 % من إجمالى اليهود فى العالم .. و يُعتبر أكبر تركيز للتجمع اليهودى فى منطقة تل أبيب إذا تبلغ نسبتهم 19.3 % من إجمالى عدد اليهود فى العالم, و تأتى مدينة نيويورك فى المرتبة الثانية بنسبة 14.9 %.وتقدر الوكالة اليهودية أن عدد اليهود سيصل خلال الخمسين عاماً القادمة إلى 18 مليون, بينما يرى آخرون أن عدد اليهود سيتناقص إلى 12 مليون بسبب الزواج المختلط (حيث أن اليهود لا يعتبرون اليهودى يهودياً إلا إذا وُلد من أم يهودية).
الجيش فى 29 مايو 1948 أصدرت الحكومة المؤقتة لإسرائيل قراراً بتشكيل جيشاً " للدفاع " مكوناً من أسلحة بحرية و جوية, و فى 28 يونيو من نفس العام أدى جميع جنود الجيش الإسرائيلى قَسم الولاء لدولة إسرائيل فى إحتفال كبير .. غير أن الجيش الإسرائيلى ليس وليد هذا التاريخ و إنما هو فى الواقع إتحاد بين مختلف المنظمات الإرهابية اليهودية التى قامت على أرض فلسطين منذ بداية عهد الإنتداب البريطانى, كالهاجاناه و إتسل و شتيرن و الإرجون و غيرهم .. و قد قُسمت إسرائيل إلى ثلاثة مناطق عسكرية هى :المنطقة الشمالية : مسؤولة عن الجليل و الحدود مع لبنان و سوريا و وادى بيسان فى الحدود مع الأردن .منطقة الوسط : مسؤولة عن الجزء الأوسط من إسرائيل و الضفة الغربية .المنطقة الجنوبية : مسؤولة عن " الدفاع " عن صحراء النقب و الحدود مع مصر .و تبلغ ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية نحو 10 مليار دولار, مقسمة على أسلحة الجيش .. و هى :
القوات البرية :يبلغ تعدادها نحو 499 ألف جندى منهم 136 ألف جندى نظامى و 363 ألف جندى من قوات الإحتياط, و التشكيل القتالى فى القوات البرية الإسرائيلية هو الفرق التى تشمل نحو 20000 جندى, و تنقسم إلى خمسة ألوية منقسمة إلى لواء مدرعات ومشاة ومظليين ومشاة ميكانيكى, و ينقسم اللواء إلى أربعة كتائب كل كتيبة تنقسم إلى أربعة فرق .. و توجد فى إسرائيل حالياً أكثر من 3895 دبابة تستوردها إسرائيل من أمريكا أو تُصنع فى إسرائيل, حيث تصنع إسرائيل الدبابة ( مركافا ) بمختلف طرازاتها, أما عن ناقلات الجنود فتمتلك منها نحو 5300 ناقلة بالإضافة إلى 2800 ناقلة نصف مجنزرة.
القوات البحرية :وهو سلاح صغير نسبياً و لكن تسليحه متفوق حيث يبلغ عدد جنوده نحو 119 ألف, منهم 9 آلاف جندى نظامى والباقى إحتياطى .. و تمتلك إسرائيل أنواعاً مختلفة من السفن, بجانب الزوارق السريعة المزودة بصواريخ بحر – بحر و تمتلك أيضاً 7 غواصات منها غواصات بريطانية و ألمانية .
القوات الجوية :يبلغ تعدادها نحو 86.5 ألف جندى, منهم 23.5 نظامى و 54 ألف إحتياطى, و يقدر عدد الطائرات المقاتلة فى إسرائيل بأكثر من 742 طائرة من طرازات مختلفة .. مثل ( ف – 15 ) و ( ف 16 ) و ( ف – 4 فانتوم ), كما تنتج إسرائيل طائرة تستخدمها لعدة أغراض تطلق عليها إسم ( الكافير ), كما أن لدى إسرائيل أكثر من 253 طائرة هيلكوبتر تستخدمها للأغراض القتالية و الإستطلاعية مثل الأباتشى و كوبرا, و لدى إسرائيل العديد من طائرات الإنذار المبكر و التجسس و طائرات موجهة عن بعد مهمتها التشويش الرادارى.
الحالة الإجتماعية داخل الجيش الإسرائيليتُسجل سنويا أكثر من 16 ألف جريمة أخلاقية في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث تتعرض المجندات للإغتصاب إما من المجندين أو من قيادتهن و يتم ذلك إما بالقوة أو بالتهديد بالحرمان من الإجازات أو بأى عقوبة عسكرية أخرى .. وتنتاب القيادة السياسية فى إسرائيل حالة من القلق الشديد بسبب تعدد الشكاوى الجنسية و الأخلاقية فى الجيش الإسرائيلى, و لهذا أنشأت وزارة الدفاع مركزاً يدعى "مركز إحترام العسكرى الإسرائيلى" يترأسه قيادة سلاح المجندات و بعض قادة أسلحة الرجال حيث تبين أن الإغتصاب لا يتم ضد المجندات فقط بل أن هناك الكثير من حالات الشذوذ بين المجندين.و الفساد داخل الجيش الإسرائيلى لم يشمل الجنس وحده, بل إمتد ليصل إلى المخدرات أيضاً حيث إكتشفت الشرطة العسكرية الإسرائيلية فى مايو 1996 أعداداً كبيرة من لفائف المخدرات داخل إذاعة الجيش الإسرائيلى.وتهرب الجنود الإسرائيليون من الخدمة العسكرية يتصاعد بإستمرار كلما إمتدت الفترة الزمنية للإنتفاضة, و قد كشفت حركة "يوجد حد" و هى منظمة تكونت بهدف رفض الخدمة العسكرية فى المناطق المحتلة عام 1967, فى نهاية عام 2000 أنها تملك قائمة بأسماء المئات من جنود وضباط الإحتياط الذين أعلنوا عدم إستعدادهم لأداء خدمتهم العسكرية فى الضفة و غزة أو فى السجون العسكرية .. و أكدت الحركة أنه تم إعتقال 180 ضابطاً و جندياً ؛ بسبب رفضهم أداء الخدمة العسكرية.هذا هو الجيش الذى لا يقهر كما يزعمون و قد إعتلاه الصدأ و التفكك و الإنحلال من الداخل و الخارج.
الأعياد
السبتيوم العطلة الأسبوعية لدى اليهود، ويحتفل به معظم اليهود في إسرائيل. وتتعطل المواصلات العامة، وتغلق المحلات التجارية أبوابها. أما الخدمات الحيوية للجمهور، فتكون بواسطة كوادر محدودة. ويقضى المتدينين من اليهود عطلة السبت في الصلاة وهم يمتنعون عن استخدام وسائط النقل والاستعانة بالكهرباء!.
روش هاشانا (رأس السنة)يصادف هذا العيد في بداية السنة العبرية الجديدة. وهو مناسبة مقدسة يحتفل بها بنفخات قوية في الناقور. وتتلخص مقومات العيد في الندم، التفكير في يوم الدين، والصلاة ومن أجل سنة مثمرة. ويوافق عيد روش هاشانا اليومين الأول والثاني من شهر "تشري" حسب التقويم العبري، وهو يوافق عادة شهر سبتمبر. ويبدأ الاحتفال بالعيد - كسائر الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية – مع غروب الشمس. تتمثل أهم مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة في النفخ بالناقور (الشوفار بالعبرية) عند منتصف الصلاة المطولة, وفيها تذكار للمقومات الرئيسية للعيد، وبعد ذلك تقدم وجبات احتفالية في البيت احتفاء بالعيد. وتضاف إلى الصلاة العادية فقرات يعبر فيها المصلي عن الندم. وهناك مجالات عديدة يعتبر فيها عيد روش هاشانا بداية للعام الجديد في إسرائيل. ويجد هذا الأمر تعبيرًا في المراسلات الحكومية والصحف والبرامج الإذاعية التي تسجّل جميعها التاريخ بموجب التقويم العبري أولاً. كما يتبادل الجانب الكبير من اليهود التهاني بمناسبة العام الجديد قبل حلول روش هاشانا.
"يوم كيبور" (يوم الغفرانيأتي هذا اليوم بعد روش هاشانا بثمانية أيام, وهو يوم الغفران, يوم الحساب "إذلال النفس"حيث يتطهر الفرد من ذنوبه. ويوم الغفران هو يوم صوم تأمر به التوراة، ويكرسه اليهودي لتعداد خطاياه، ويحترم غالبية اليهود يوم الغفران فيقيمون الصلوات المطولة، ويلتزمون بالصيام. وفي هذا اليوم تتوقف كافة مرافق الحياة في البلاد، كما ينقطع فيه البث الاذاعي والتلفزيوني، وتتعطل حركة المواصلات العامة. وفي السنوات الاخيرة اضفي على هذا اليوم جو من الحزن في إسرائيل بسبب إستغلال مصر لهذا اليوم لبدء حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣.
"سوكوت" (عيد العرش)ويأتي عيد العُرش "سوكوت" بعد يوم الغفران بخمسة أيام، وهو أحد الأعياد الثلاثة التي كان يحتفل بها، حتى عام ٧٠ م بحج جماعي الى الهيكل في القدس، وهذه الاعياد معروفة بـ"اعياد الحج". ويحتفل اليهود في هذا اليوم من كل عام بذكرى الخروج من مصر. كما يحتفل بهذا العيد على أنه عيد الحصاد وبداية السنة الزراعية وسقوط الأمطار.خلال الايام الخمسة بين يوم الغفران وسوكوت، يقيم الآلاف من السكان عرشًا للإقامة المؤقتة قرب البيت أو على الأسطح أو في الشرفات المفتوحة، على غرار العرش التي عاش فيها بنو إسرائيل في الصحراء، بعد خروجهم من مصر وقبل وصولهم إلى فلسطين. ويشتري اليهود الأصناف الأربعة المذكورة في التوراة، وهي الأترج، سعف النخل، الآس والصفصاف. ويُحتفل في إسرائيل باليوم الأول من أيام سوكوت على أنه يوم مقدس. أما الجاليات اليهودية خارج إسرائيل فإنها تحتفل باليومين الأول والثاني كيومين مقدسين.ويتم تلاوة صلوات إضافية، بما في ذلك صلاة الـ"هاليل"، وهي مجموعة من التبريكات والمزامير التي تُتلى عادة في بداية الشهر الجديد "روش حودش" (في بداية كل شهر قمري) وفي الاحتفالات الخاصة بزيارات الأماكن المقدّسة.وبعد اليوم الأول المقدس، يستمر الاحتفال بعيد العُرش، ولكن بدرجة أقل من القدسية، كما ورد في التوراة خلال أيام "وسط العيد" التي تلي اليوم الأول تعطل الدراسة في المدارس ومعاهد التعليم، كما يُعطل العمل أو تُقلص ساعاته. ويمضي غالبية الإسرائيليين أيام "وسط العيد"، سواء عيد الفصح أو عيد العرش، في المتنزهات العامة في مختلف أنحاء البلاد. وتنتهي أيام عيد العُرش وايام العطلة في "شميني عاتسيريت"، وهو "المناسبة المقدسة في اليوم الثامن" وهو اليوم الذي تندمج فيه احتفالات "سمحات تورا" (فرحة التوراة - وهو اليوم الذي تحمل اليهود فرائض الدين اليهودي). وتتركز هذه الاحتفالات في مظاهر إجلال التوراة وتتخللها حلقات الرقص التي يحمل فيها جانب من المصلين كتاب التوراة بيد واحدة!، ويتلون الفصل الاول والاخير من التوراة، مشيرين بذلك الى استئناف المدار السنوي لتلاوة فصول التوراة. وفي بعض الاحيان، يواصل أبناء بعض الطوائف الاحتفالات في الهواء الطلق، في ساعات المساء، بعد انتهاء اليوم المقدس الاخير للعيد.
"حانوكا"هو عيد الانوار, يبدأ في الخامس والعشرين من شهر "كيسليف" حسب التقويم اليهودي (الذي يقع عادةً في ديسمبر). وفي هذه المناسبة يتم الاحتفال بانتصار اليهود بزعامة المكابيين على الحكام اليونان حسب المزاعم الإسرائيلية.ويتم الاحتفال بعيد الأنوار في إسرائيل وفي المهجر لمدة ثمانية أيام. واهم مظاهر الاحتفال هي اضاءة شموع الـ"حانوكياه" كل مساء: شمعة واحدة في اول مساء، اثنتان في ثاني مساء، وهكذا حتى تكتمل اضاءة ثمانية شموع. وتتعطل المدارس في ايام هذا العيد، ولكن أماكن العمل تعمل كالمعتاد.
"تو بشفاط"يحتفل في الخامس عشر من "حشفان" حسب التقويم اليهودي، وهو عيد الأشحار، ويحل عادة في يناير أو فبراير. وهو غير مرتبط بأي احتفالات او طقوس دينية.
"بوريم" (عيد المساخر)أشبه بيوم "شم النسيم"، ويحل في بداية الربيع ويتميز هذا العيد بطابعة المرح حيث تُعطل الدراسة ويرتدي اليهود الأزياء التنكرية ويحرص المتدينون على تلاوة نص قصة "استير" كما وردت في التوراة صباحا ومساء وتتم أثناء ذلك إثارة الضوضاء بواسطة آلات خاصة كلما يرد ذكر اسم هامان الشرير. ويعتاد المتدينون على تناول المشروبات المسكّرة.
عيد الفصحيحل في 15 ويحتفل فيه اليهود بعيد خروج بني إسرائيل من مصر. وقبل حلوله بأسابيع يبدأ اليهود في تنظيف البيت وإخلائه من كل ما هو "حاميتس" أي مختمر أو يحتوي على الخميرة، وقبل يوم من العيد يقوم اليهود بإحراق ما تبقى في البيت من الخبز. وفي ليلة العيد يتناول اليهود الـ"ماتسا" أي الفطير غير المختمرة. ويقوم اليهود المتدينون بصناعة الـ "ماتسا" بالدم، على أن يكون دم غير يهودي.
يوم الذكرى لضحايا الكارثة والبطولة!بعد عيد الفصح بأقل من أسبوع، حيث يعم الحزن لتخليد ذكرى الملايين الستة الذين أبيدوا بأيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية في اوروبا حسب المزاعم الإسرائيلية. وفي هذا اليوم تُطلق صفارات الانذار في الساعة العاشرة صباحا، ويقف الجميع صامتين لمدة دقيقتين, احياء لذكرى الضحايا، ويردد الكثيرون قسما يؤكد: "سوف نذكر, ونذكر الآخرين بألا ينسوا". وبعد ذلك بإسبوع يحل يوم ذكرى ضحايا معارك إسرائيل حيث يتم تخليد ذكرى الذين سقطو في حروب ومعارك إسرائيل وفي سبيل الدفاع عنها!. وتطلق صفارات الإنذار في الساعة الثامنة مساءً عشية يوم الذكرى, ثم في الحادية عشرة صباحًا. ومع إطلاق صفارات الإنذار تتوقف حركة المرور ويقف الجميع صامتين لمدة دقيقتين.
عيد الاستقلاليلي يوم الذكرى مباشرة عيد الاستقلال وهو اليوم الذي يحتفل به بيوم الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل, وتبدأ الاحتفالات عشية عيد الاستقلال، اذ تعدّ المجالس البلدية والمحلية الساحات والأماكن العامة لاستقبال آلاف المحتفلين وتنصب مكبرات الصوت لبث الموسيقى المرحة واحياء الحفلات للجمهور باشتراك فنانين بارزين ويتوافد الآلاف على وسط المدينة للاشتراك في الاحتفالات. ويتم في يوم الاستقلال من كل عام توزيع جوائز إسرائيل على عدد من الشخصيات التي حققت انجازات بارزة في مختلف المجلات وبينها الآداب, الفن والعلوم؛ كما تجري مسابقة الشباب في معرفة الكتاب المقدس. وتفتح بعض قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي امام الجمهور, كما يقوم سلاح البحرية بعروض في الجو وامام سواحل البلاد.
"لاغ بعومر"يصادف ١٨ مايو العبري. واصبح هذا اليوم مناسبة احتفالية خاصة للاطفال, الذين يقيمون في الهواء الطلق اكواما من الاخشاب يضرمون فيها النار, احتفاء بذكرى ثورة اليهود بزعامة بار-كوخفا ضد الحكم الروماني حسب المزاعم الإسرائيلية.
يوم يروشلايم (يوم القدس)يحتفل به في ٢٨ مايو العبري, وهو يوم إعادة توحيد القدس عاصمة إسرائيل عام ١٩٦٧، بعد أن كانت مقسمة بواسطة الأسوار والأسلاك الشائكة طوال ١٩ عامًا. حسب المزاعم الإسرائيلية.
"شافوعوت"هو اليوم الاخير للاعياد المعروفة بـ"أعياد الحج", التي تبدأ مع مطلع السنة العبرية الجديدة. وتعني "شافوعوت" بالعبرية "الأسابيع"، وكما تقول التوراة فانه يتم في هذه المناسبة تقديم الهبات من اول حصاد من الحبوب واول قطيف من الفاكهة لكهنة الهيكل. ويحتفل المتدينون الاورثوذوكس بعيد شافوعوت بالامعان في دراسة التوراة في القدس، وبصلاة احتفالية جماعية عند حائط البراق "المبكى". ويمر موسم الصيف – حتى حلول عيد رأس السنة – بدون أعياد. ويتخلله يوم التاسع من آب العبري الذي يحل عادة في يوليو او أغسطس، وهو يوم الذكرى لهدم هيكل سليمان الاول والثاني. ويعتبر هذا اليوم يوم حزن, وتحل عليه العديد من فرائض يوم الغفران وفي مقدمتها الصوم التام طوال اليوم، واذلال النفس.
التعليم من المؤكد أن العلم و التكنولوجيا هما طريق أى دولة تريد أن تثبت أقدامها و تعتمد على نفسها , و هذا هو ما أدركه قادة الكيان الصهيونى قبل قيام دولتهم على الأرض العربية المحتلة , حيث بدأوا فى إنشاء مدارسهم الخاصة فى فلسطين منذ عام 1912 عندما أقام بعض رجال الأعمال اليهود ما عُرف وقتئذ بإسم " المدرسة التقنية العليا " , و التى تُعرف حالياً بإسم " التخنيون " .. و بالنظر إلى عملية التعليم فى إسرائيل سنجد أن وزارة المعارف هى المسؤولة عن عمل جهاز التعليم الإسرائيلى الذى ينقسم إلى ثلاثة أقسام .. هى :1 – جهاز تعليمى حكومى2 – جهاز تعليمى حكومى – دينى3 – جهاز تعليم مستقلو قد سن الكنيست أربعة قوانين لتنظيم عمل جهاز التعليم الإسرائيلى .. و هى :1 – قانون التعليم الإلزامى لسنة 1949و يلزم التعليم المجانى على التلاميذ خلال أعمار 5 : 15 , أما من هم فى سن 16 : 17 فتعليمهم مجانى و غير إلزامى .2 – قانون التعليم الحكومى لسنة 1953و يلزم الدولة بإدارة العملية التعليمية و الإشراف على المنهج الذى يقره وزير المعارف .3 – قانون مجلس التعليم العالى لسنة 1958و يفرض على كل مؤسسة للتعليم فوق الثانوى أن تحصل على تصريح من المجلس , و يعطى للمجلس حق الإشراف عليها .4 – قانون الإشراف على المدارس لسنة 1969و يلزم جميع مؤسسات التعليم أن تحصل على إعتراف من وزارة المعارف , و يلزمها القبول بإشراف الدولة عليها
مراحل التعليمينقسم التعليم فى إسرائيل إلى ستة مراحل رئيسية .. و هى :1 – مرحلة الطفولة المبكرةتبدأ هذه المرحلة من سن 3 أشهر إلى سن سنتان , و يلتحق بها 67 % من الأطفال .. و هى لا تدخل ضمن مراحل التعليم الرسمى , و معظمها ممول من هيئات نسائية .2 – مرحلة التعليم قبل الإلزامىو تبدأ من 3 سنوات إلى 4 سنوات , و تنقسم إلى ثلاثة فروع :أ – حضانات تابعة للسلطات المحليةب – حضانات تابعة للمنظمات النسائيةج – حضانات تابعة لوزارة المعارففى الفرعين الأول و الثانى يساهم أهالى الأطفال فى دفع أقساط تختلف وفقاً لإختلاف حالاتهم المادية .. أما فى الفرع الثالث فيدفع الأهالى التكاليف كاملة .. و 95 % من الأطفال يلتحقون بهذه الحضانات و هم فى سن الثالثة , أما فى سن الرابعة فليتحق بها 99 % من الأطفال .3 – المرحلة الإبتدائيةو تضم هذه المرحلة وفقاً للنظام الحديث , التلاميذ من الصف الأول إلى الصف السادس – حيث كان النظام القديم يضم من الصف الأول إلى الصف الثامن – , و ينقسم التلاميذ فى هذه المرحلة إلى قسمين .. القسم الأول هو رياض الأطفال و الذى يدخل رسمياً ضمن مراحل الإبتدائية لكنه لا يندرج فى صفوفها .. و القسم الثانى يبدأ من الصف الأول .4 – المرحلة الإعداديةأُنشئت سنة 1968 بموجب قرار أقره الكنيست بهدف إصلاح نظام التعليم الإسرائيلى , حيث تقرر إقامة مدارس إعدادية و ذلك عن طريق تقسيم المرحلة الإبتدائية إلى قسمين : قسم إبتدائى – من الصف الأول إلى الصف السادس – , و قسم إعدادى – من الصف السابع إلى الصف التاسع – .. و يهدف هذا التقسيم إلى توحيد فكر و دراسة التلاميذ الذين أتموا دراستهم الإبتدائية التى تنتمى لشرائح مختلفة.5 – المرحلة الثانويةو تضم الصفوف من العاشر إلى الثانى عشر .. و بعد أن يجتاز الطالب جميع هذه الصفوف يحصل على شهادة " البغروت " , و هى الثانوية العامة , التى تؤهله للإلتحاق بالتعليم العالى .6 – التعليم العالىو ينقسم إلى ثلاثة أنواع :أ – تعليم غير الثانوى : و هى معاهد متخصصة تعلم مهن محددة .ب – تعليم عالى غير جامعى : و هى مؤسسات حصلت على إعتراف من مجلس التعليم العالى , لكنها لا تمنح للطالب لقب "جامعى".ج – التعليم الجامعى : و هى مؤسسات شبيهة بسابقتها إلا أنها تمنح للطالب لقب " جامعى " .
تعليم المعاقين و رعاية المحتاجينأقر الكنيست عام 1988 قانوناً يقضى بإقامة مدارس خاصة لتعليم التلاميذ الذين يعانون من الإعاقة و ذلك لتحسين قدراتهم و تأهليلم للإندماج فى سوق العمل .. أما بالنسبة للتلاميذ المحتاجين فتتم رعايتهم فى المدارس الإسرائيلية بعد تصنيف التلاميذ إلى تلاميذ عاديين و تلاميذ محتاجين للرعاية , و هذا التصنيف يقوم على دراسة دخل العائلة و مستوى تعليم الوالد و حجم العائلة و الشقة .
رعاية الموهوبينأما عن برنامج الدولة لإختيار الطلاب الموهوبين فيتم عن طريق إجراء إختبارات خاصة للطلاب و بناء عليها يتم إختيار الطلاب الموهوبين و نسبتهم 3 % من إجمالى الطلاب , و الطلاب ذوى المواهب و القدرات الخاصة و نسبتهم 1 % من إجمالى الطلاب .. و يدرس هؤلاء الطلاب الموهوبين مواداً إضافية يتم وضعها بالتعاون مع أساتذة الجامعات , و تهدف آلية التعليم فى إسرائيل من هذا الإهتمام بالموهوبين إلى إنتاج نخبة من الباحثين و العلماء فى شتى المجالات , و تطوير المواهب الفردية و الوصول بها إلى أعلى درجات العلم و المعرفة ..
مناهج التدريستدرس المدارس الإسرائيلية حوالى 14 مادة دراسية .. أهمها هى :اللغة العبرية – اللغة الأجنبية – الديانة اليهودية – الوطن و المجتمع – التاريخ و الجغرافياتتستر المناهج خلف شعار ( الثقافة الوطنية الدينية ), و من خلال شبكة واسعة من المدارس الدينية والمؤسسات التعليمية التى إنتشرت فى الأوساط اليهودية فى العديد من البلدان , و فى داخل الكيان الصهيونى تسعى الصهيونية لخلق جيل يهودى متعصّب و منغلق نفسياً و دينياً ، ليشارك الأوساط الصهيونية العلمانية الأخرى في تنفيذ المشروع الإستعمارى.وتغرس المناهج الإسرائيلية مبادئ مثل العدوان و التسلط و إحتقار الغير , و العمل على التمسك بالأرض بإعتبارها " أرض الأجداد " التى ورّثهم إياها الإله شخصياً !! .. و ذلك من خلال مناهج التعليم الدينية و المدنية فى المدارس و المعاهد و المؤسسات الدينية المنتشرة فى كل أنحاء إسرائيل .. و تلعب الحركات الدينية الصهيونية دوراً بارزاً فى عملية التربية و التعليم الدينيين .. و فى الحياة السياسية و الإجتماعية الداخلية فى إسرائيل.و تحتل الدراسة الدينية مكاناً بارزاً فى مناهج التعليم بصفة عامة , و الكثير من الموضوعات التى تعالج تحت مسميات مختلفة مثل " الوطن " و " التاريخ " و " الجغرافيا " و " اللغة العبرية " التى تدرس من الزاوية الدينية ، و تعمل هذه المناهج على تنمية الوعى و الحس اليهودي لدى الأطفال بهدف زيادة التركيز على صلة الطالب اليهودى بتراثه القديم من خلال دراسته الدينية .و يتم التركيز فى هذه المناهج على زرع الأفكار الدينية في عقول الناشئة لتبرير وجود رابطة دينية بينهم و بين أرض فلسطين مما يعطيهم الحق فى بناء دولة لهم عليها ، و يروجون أن إقامة دولة يهودية فى فلسطين هو تحقيق لما جاء فى التوراة , فالرب فى نظرهم قد إختار الشعب اليهودى و إختار الأرض , و مادام هذا الإختيار " إلهياً " فإنّه يعطى إمتيازاً للأرض و للشعب الموعود بها أيضاً .. و بذلك تكون ( أرض إسرائيل ) مخصصة لبنى إسرائيل وحدهم دون غيرهم !!كما يتم التركيز أيضاً على أن الحياة اليهودية فى فلسطين لم تنقطع منذ أيام الرومان إلى العصور الحديثة . و أن دولة الكيان هذه أُنشئت في بلاد قطنها " المحتلون " و " الغزاة " العرب على مدى 1300 سنة , وأن عودة المهاجرين اليهود من كافة أنحاء العالم و توطينهم فى فلسطين تحت ستار العودة إلى أرض الوطن التاريخى , ليس بإعتبارهم غرباء عن هذه الأرض بل بإعتبارهم سكانها الأصليين الذين ظلوا بعيدين عنها طوال العهود السابقة .كما تدرس بقية موضوعات المنهج من زاوية علاقتها باليهود فى فلسطين .. على سبيل المثال فى دراسة تاريخ الجزيرة العربية القديم ، يركز المنهج على إنتشار المستوطنات اليهودية المزدهرة فى الجزيرة العربية , و لا سيما فى الجنوب كاليمن و حضرموت و الحجاز و بنو قريظة و بنو قينقاع و خيبر و وادي القرى و يثرب ( المدينة المنورة ) ، ثم يهود الحميريين و يوسف ذو نواس .. أما فى دراسة الإمبراطورية الفارسية فيجرى التركيز على الملك الفارسى " كورش " الذى سمح لليهود بالعودة إلى إسرائيل و بناء الهيكل الثاني .. و فى دراسة اليونان يركز المنهج على مقاومة اليهود فى إسرائيل لإنتشار الديانة اليونانية بينهم ، ثورتهم على اليونان ، المكابيون , يهودا المكابى و إنتصاراته .. إلخ .. أى أن تاريخ الصف الخامس يدور حول العبرانيين ، و يهدف إلى ترسيخ الإعتقاد بأن فلسطين بلد يهودى منذ القدم .أما فى منهج التاريخ للصف السادس فيكون للتاريخ الإسلامى 56 % من مقرر التاريخ ، و لكن يتم التركيز فى هذا المنهج على الخلافات فى التاريخ الإسلامى بين علي بن أبى طالب و معاوية بن أبى سفيان , كذلك الخلافات بين الفرق الدينية و الصراع بين الأمويين و العباسيين , و كأن التاريخ الإسلامى لا يحوى إلا الخلافات .. كما يفرد المنهج فصلاً لما سُمى بالجهود اليهودية فى الحضارة الإسلامية , مثل التعاون بين اليهود و العرب فى المجالات السياسية و الثقافية و لا سيما فى الأندلس , و في مصر الفاطمية و الأمويين .. و عند التطرق إلى الرومان و البيزنطيين , يكون التركيز على الشخصية اليهودية فقط فى فلسطين مع تجاهل تام للشعوب الأخرى التى كانت تسكن فيها معهم , مع تجسم ثورات اليهود ضد الرومان و البيزنطيين بشكل بارز لإعطاؤهم صفة الشعب الحى المقاوم للغزو.أما عن كتب الإجتماعيات المقررة على الطلاب العرب فى المرحلة الإلزامية , فتبرز سياسة التهويد بشكل كبير , التى تقوم على إيهام الطالب العربى بأن فلسطين هى أرض يهودية منذ القدم ، و العمل على طمس معالمها الإسلامية ، و تظهر هذه الناحية فى جميع مواد المنهج و تُعبر عنها كتب الإجتماعيات بعدة طرق منها :- إستبدال جميع أسماء الأماكن و الأنهار بأسماء عبرية , مثل " صفات " بدلاً من " صفد " ، و " بيت شأن " بدلاً من " بيسان " , و " وادى هبور " بدلاً من " وادى غزة " , و " جبال يهوذا " بدلاً من " جبال القدس و الخليل " .- توجيه الطلاب إلى ما يوهم بأن فلسطين يهودية منذ الأزل , و أن الشعوب الرومانية و البيزنطية و الفرس و العرب هم الغزاة !!و تعمل هذه المناهج كذلك على تهيئة نفسية الطلاب العرب لنوايا الكيان الصهيونى التوسعية , و إيهامهم بأن هذا التوسع أمر طبيعى ، كما تسعى للحط من شأن العرب إجتماعياً و إقتصادياً و إظهار تأخرهم لإضعاف ثقة الطالب العربى بنفسه و بأمته , و تصوير التاريخ العربى فى صورة عمليات " غزو " و " قرصنة " للبلدان التى " إحتلوها " .. و التركيز و التأكيد على الخلافات الموجودة بين الخلفاء و الأمراء و الشعوب و الطوائف المختلفة !!لقد بُنيت فلسفة التعليم الصهيونى على تلقين التراث الدينى اليهودى , و إيهام الطلاب بأن الحضارة البشرية إنما هى نتاج مشترك بجهود الشعب اليهودي !!
سمات التعليمأبرز سمات التعليم فى إسرائيل هى:1 – التثقيف لبطولة الجيش الإسرائيلى:هذا النوع من التثقيف في مدارس إسرائيل يعادل التثقيف لجدول الضرب .. فعلى مدار سنوات التعليم الطويلة , يُحاصَر الطالب بالرموز العسكرية من كل جهة , مثل القصص البطولية لشخصيات مثل " ترمبلدور " و حتى الرحلات المدرسية فى الطبيعة التى تتم برفقة مرشدة بزى عسكرى , و تتضمن تسلق قلعة " متسادة " التى تشهد على البطولة " الخرافية " للشعب اليهودى .2 – التأكيد على ترسيخ مبدأ الصهيونية و بذل الأرواح فى سبيل ذلك:ففى مراحل التعليم الإسرائيلية يتم تناول الصهيونية كما لو كانت نوعاً من العلوم ، أو كحقيقة غير قابلة للنقاش أو للشك فيها .3 – ضرورة و أهمية الإنضمام للجيش:كما أن نتيجة عملية 1 + 1 تساوى 2 .. كذلك يجب على الطالب الإسرائيلى أن يسدد دينه للدولة , و يصبح جندياً فى صفوفها , و المعلمين تُلقى عليهم مسؤولية تربية الطلاب على الصهيونية , و تحريضهم على أداء الخدمة العسكرية .. و لا يخفى التلويح بالإدعاء الصهيونى الذى يقول أن الخدمة العسكرية هى واجب خاصة بعد كل ما قدمته لك الدولة .4 – تزوير التاريخ الحقيقى لليهود و طمس الحقائق:تتغاضى كتب التاريخ عن ذكر طرد العرب من قراهم عام 1948، و لا تتطرق بإشارة إلى المجازر التى إرتكبتها القوات الاسرائيلية فى المواقع التي احتلتها، وتؤكد دائما على أن الحق مع الشعب الإسرائيلى فى كل مراحله التاريخية، و أن الحق سيبقى معه إلى الأبد.وكيف أن اليهود كانوا عبيداً فى مصر، و تعرضوا للكارثة النازية، و عندما أقاموا لأنفسهم دولة فى إسرائيل إنقلب العالم كله ضدهم، و لذلك فإن من واجبهم الدفاع عن إسرائيل ضد أعداؤها الكثر !!"
الجامعات و المعاهدتبلغ ميزانية إسرائيل المخصصة للبحث العلمى نحو 3 % من إجمالى دخلها القومى , و هذا يؤكد إهتمام قادة الدولة اليهودية بالبحث العلمى , و قد أدى هذا الإهتمام إلى إرتفاع نسبة العلماء فى إسرائيل عن الدول العربية , إذا تصل نسبة العلماء فى إسرائيل إلى 45 عالم بين كل 1000 شخص , كما أن حوالى 33 % من إجمالى الطاقات البشرية الإسرائيلية تعمل فى مجال البحث العلمى .. أما بالنسبة للجامعات و المعاهد فى إسرائيل , فهى كما يلى :الجامعة العبريةأقدم الجامعات الإسرائيلية حيث تم وضع حجر الأساس لها عام 1918 , و إفتُتحت فى حفل كبير عام 1925 .. تضم هذه الجامعة حوالى 5, 21 % من إجمالى عدد الطلاب الجامعيين فى إسرائيل .. و تحتوى على مركز للدراسات قبل الجامعية يُسمى مركز "شتالتئيل" الذى أنشئ لمساعدة الطلاب الذين لم يكملوا دراستهم الثانوية بسبب ظروفهم المادية أو الإجتماعية .معهد وايزمان للعلوميُعتبر واحد من أهم المعاهد العلمية فى العالم كله حيث يقوم بزيارته سنوياً ما يقرب من مائة ألف عالم من جميع أنحاء العالم , و قد أقيم هذا المعهد عام 1949 على مكان معهد " دانييل زئيف " الذى كان قد تأسس عام 1933 .. و ينصب إهتمام هذا المعهد على علم الكيمياء و الأحياء الدقيقة و كان هذا المعهد يوفر الدواء لليهود أثناء حروبها مع العرب .. ليس هذا فقط بل إنه قد إستخدم كستار لليهود لتصنيع الأسلحة و المتفجرات التى إستخدمتها المنظمات الإرهابية الصهيونية أمثال الهاجاناه و شتيرن و الإرجون و غيرهم . جامعة بار إيلانإفتُتحت عام 1955 , و يشكل طلابها نحو 2, 12 % من إجمالى عدد الطلاب , و قد أقيم فى هذه الجامعة مركز أبحاث للتعاون بين الجامعة و مركز الفضاء الأوكرانى , و هو يعمل من خلال الإتصال بالأقمار الصناعية .جامعة تل أبيبإفتُتحت عام 1956 , و تبلغ نسبة الطلاب فيها نحو 5, 27 % من إجمالى عدد الطلاب فى إسرائيل .جامعة حيفاأُنشئت عام 1966 , و يمثل طلابها نحو 5, 12 % من إجمالى عدد الطلاب .جامعة بن جوريونإفتُتحت عام 1969 , و يمثل طلابها نحو 9, 19 % من إجمالى عدد الطلاب .الجامعة المفتوحةو يدرس بها نحو 6, 45 % من إجمالى عدد الطلاب .معهد التخنيونو هو أقدم مؤسسات التعليم و البحث العلمى الإسرائيلية على الإطلاق , حيث تم إنشاؤه عام 1912 من قِبل مجموعة من رجال الأعمال اليهود , و كان وقتئذ يُعرف بـ " المدرسة التقنية العليا " , و يدرس بهذا المعهد نحو 5, 11 % من إجمالى عدد الطلاب فى إسرائيل , و تسهم وزارة الدفاع الإسرائيلية بأكثر من 50 % من تكاليف أبحاث هذا المعهد فى مقابل قيامه بعمل أبحاث عن سلاح الجو و البحرية الإسرائيليين.
النشيد الوطني عنوان النشيد الوطنى الإسرائيلى هو: هاتيكفا , و يعنى بالعبرية " الأمل "! , قام بتأليفه نافتالى هيرز إمبير ( 1856 – 1909 ) الذى إنتقل إلى فلسطين عام 1882.. أما اللحن فوضعه صموئيل كوهين وهو "مستوحى" من أغنية شعبية أوروبية شرقية.و يعبر " هاتيكفا " عن أمل الشعب اليهودى في العودة يوماً ما إلى أرض أجداده كما تنبأ له العهد القديم على حد زعمهم."نص النشيد"من أعماق القلبتشتاق روح اليهوديوإلى الشرق تنظر عيونهإلى صهيونلن نفقد أملناأمل ألفى عاملنكون أمّة حرّة في أرضنا!أرض صهيون والقدس As long as deep in the heart,The soul of a Jew yearns,And forward to the EastTo Zion, an eye looksOur hope will not be lost,The hope of two thousand years,To be a free nation in our land,The land of Zion and Jerusalem.
العلم
تاريخ التصميم:يتضمن علم دولة إسرائيل خطين أزرقين على خلفية بيضاء, تتوسطهما ( نجمة ) داود, ويؤمن اليهود بأن الخط الأول يرمز إلى نهر النيل في مصر بينما يرمز الخط الآخر إلى نهر الفرات في العراق وهي حدود الدولة اليهودية التى يسعى الصهاينة إلى إنشائها! .. هذا التصميم عُرض لأول مرة فى ريشون لاتاسون سنة 1885, و إستُخدم أيضاً فى المؤتمر الصهيونى الأول سنة 1897 في مدينة بازل السويسرية, هذا التصميم مستوحى من شال الصلاة الذى يرتديه اليهود بخطوطه الزرقاء والمسمى بـ "التاليت ".و ترمز نجمة داود لشعب إسرائيل منذ العصور الإنجيلية .. و قد اعتمد العلم رسمياً فى 28 أكتوبر 1948 من قِبل المتحدث بإسم مجلس الدولة المؤقت .مواصفات العلم العادى: الأبعاد : 220 سم × 160 سم مع الخلفية البيضاء, شريطان أفقيان أزرقان بعرض 25 سم على بعد 15 سم من الحواف.نجمة داود: مكونة من مثلثان متقاطعان متساويا الأضلاع, فى مركز العلم بالضبط, وأبعادها متساوية من حيث الطول والعرض بـ 69 سم، وتيعد يـ 60 سم عن حواف العلم.
الصهيونية
ثيودور هرتزل
يعتبر ثيودور هرتزل هو مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة وهو صاحب فكرة إقامة الوطن اليهودى فى فلسطين .ولد عام 1860 فى مدينة بودابست بالمجر , لأسرة من الطبقة المتوسطة إتخذت من العادات و التقاليد الإصلاحية اليهودية نمطاً لحياتها .. و إلتحق بإحدى المدارس اليهودية لكنه لم يكمل تعليمه بها , ثم إلتحق بمدرسة ثانوية فنية , ثم بالكلية الإنجيلية حتى عام 1878 ثم إنتقلت أسرته إلى فيينا فأكمل دراسته بجامعة فيينا حيث حصل فيها على درجة الدكتوراه فى القانون الرومانى عام 1884 .. و كان هرتزل شاباً عادياً و لم يبد عليه أى إهتمام باليهودية و اليهود فى ذلك الوقت و لكن مما لا شك فيه أن ثقافته العبرية كانت مؤثرة فيه تأثيراً باطنياً , كما كان متأثراً جداً بفكرة المسيح المنتظر .. و كان مثله الأعلى فى التقدم العلمى هو ( فردناند دليسبس ) الذى حفر قناة السويس .و فى عام 1885 ترك هرتزل وظيفته كمحام و إتجه إلى الصحافة و الأدب لعلمه أنه – كيهودى – لن يصل إلى المناصب العليا .إنتقل هرتزل إلى فرنسا عام 1891 و عمل مراسلاً صحفياً لصحيفة Vienna Neue Frei Presse فى باريس بين عامى 1891 و 1895 .. و فى ذلك الوقت كان إضطهاد اليهود فى أوروبا على أشده خاصة بعد تفجر فضيحة قناة بنما التى ظهر إضطهاد اليهود فيها جلياً .. و فى عام 1894 حدثت قضية دريفوس * , و يقال أن هذه الحادثة هى التى جعلت هرتزل يركز إهتمامه على فكرة الصهيونية و حل مشكلة اليهود فى أوروبا .فأصدر فى فبراير من عام 1896 كتاب ( الدولة اليهودية ) , و أصر على أن يضع لقبه العلمى ( دكتوراه فى القانون ) بجوار إسمه ليؤكد تمكنه من تنفيذ الإفكار التى وضعها فى كتابه .. و يتضمن الكتاب دعوة لإقامة دولة يهودية فى أى مكان على أن تكون هذه الدولة فى أوغندا أو موزمبيق أو الأرجنتين أو قبرص أو ليبيا , مؤكداً أن هذا هو الحل الوحيد لليهود ليتخلصوا من الإضطهاد الذى يلاقونه فى أوروبا و غيرها من مناطق العالم .. و طالب ألا يُنظر للكتاب على أنه خيالياً و وصف مشروعه بإقامة دولة لليهود بأنه مشروع عملى و قابل للتطبيق وفق خطوات محددة وصفها بدقة فى كتابه , فهو مشروع محدد و قوته الدافعة هى مأساة اليهود الذين يعاملون كغرباء .. و يقع الكتاب فى 65 صفحة فى نسخته الأصلية و أسلوبه سهل و واضح و لا يتسم بأى عمق أو تفلسف .و بعد نشر الكتاب دعى هرتزل إلى عقد أول مؤتمر صهيونى و تم عقده فى مدينة بازل بسويسرا فى أغسطس من عام 1897 بحضور 204 مندوباً يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة منهم 70 مندوباً من روسيا وحدها .. و إفتتح هرتزل المؤتمر بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من هذا المؤتمر هو وضع حجر الأساس للبيت الذى سيسكنه الشعب اليهودى .و حسم المؤتمر موقع الدولة التى يعتزم الصهاينة إنشاؤها و تقرر أن تقام هذه الدولة فى فلسطين و ليس فى أى مكان آخر فى العالم , و فى المؤتمر تم إنتخاب هرتزل رئيساً للحركة الصهيونية , و تم تصميم العلم , و إختيار النشيد الوطنى لليهود .. و قد كتب فى مذكراته عن هذا المؤتمر : لو أننى أردت أن ألخص أعمال المؤتمر فى كلمة ففى بازل أسست الدولة اليهودية , و قد يثير هذا القول عاصفة من الضحك هنا و هناك , و لكن العالم سوف يشهد بعد خمسين عاماً من الآن قيام دولة يهودية .و هكذا كان المؤتمر الصهيونى الأول نقطة تحول مهمة لليهود فى تاريخهم حيث تم تجميع يهود العالم لأول مرة تحت سقف واحد و توحيد جهودهم بعد أن كانت الصهيونية تمثل حلماً لليهود لسنوات طويلة .سعى هرتزل إلى الحصول تأييد من إحدى الدول الكبرى لمشروعه حتى يضمن إقامة الوطن القومى لليهود فى فلسطين , فقابل القيصر الألمانى عام 1898 و عرض عليه القضية اليهودية و وجهة نظره فيها و أظهر له القيصر التأييد لكنه لم يعطه الوعد الذى كان يريده .
رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد لأن هرتزل كان على علم بالديون التى كانت على الدولة العثمانية فقد أرسل إلى السلطان عبد الحميد الثانى يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ 20 مليون جنيه إسترلينى , مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين , و منح اليهود أرض يقيمون عليها حكماً ذاتياً .. و فيما يلى نص الرسالة :ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترلينى يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته ، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترلينى فى السنة الأولى و تزداد إلى مليون جنيه إسترلينى سنوياً .و يتعلق هذا النمو التدريجى في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين . أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية .مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية : الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، التى لا نريدها غير محدودة فقط ، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة . و تعطى المهاجرين اليهود الإستقلال الذاتى ، المضمون فى القانون الدولى ، فى الدستور و الحكومة و إدارة العدل فى الأرض التى تقرر لهم . ( دولة شبه مستقلة فى فلسطين ) .و يجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية ، الشكل المفصل الذى ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية و كيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام و القانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم .قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي : يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم . سيكون لهذه الدعوة قوة القانون و تبلغ الدول بها مسبقاً .و قد رفض السلطان عبد الحميد – الذى كان يعلم جيداً الأهداف الخفية لهرتزل – عرضه , و رد عليه رداً قوياً فقال : إننى لست مستعداً لأن أبيع شبراً واحداً من إمبراطوريتى , إذ أن الإمبراطورية ليست ملكاً لى , و إنما هى ملك للمسلمين جميعاً , و قد حصلت أمتى على هذه الأرض بدماء أجدادنا , فليحتفظ اليهود بملايينهم فى جيوبهم , فإذا قسمت الإمبراطورية يستطيع اليهود أن يحصلون على فلسطين دون مقابل , و إنها لن تقسم إلا على جثتى .و لم ييأس هرتزل و توجه إلى بابا الفاتيكان يطلب منه تأييداً لليهود فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين , و لكن البابا رفضه طلبه و لم يعطه التأييد .و فى النهاية إستطاع هرتزل أن يحصل من الحكومة البريطانية على موافقة رسمية تسمح لليهود بإستيطان أوغندا و ليس فلسطين و لكن اليهود رفضوا .و كان رأى هرتزل أن يسكن اليهود أوغندا موقتاً لتفادى الإضطهاد فى أوروبا خاصة فى أوروبا الشرقية عندما كان إضطهاد اليهود على أشده ثم يمكنهم بعد ذلك أن يأخذوا فلسطين و إستطاع أن يفرض رأيه على اليهود و شكلت لجنة للذهاب إلى هناك لمعاينة الأرض التى ستكون وطنناً لليهود .. و كان ذلك عام 1903 .و فى عام 1904 توفى هرتزل بعد أن غير مسار التاريخ اليهودى بشكل لم يسبق له مثيل و لم يفعله أحد من قبل , و نقل اليهود جثمانه إلى فلسطين عام 1949 تنفيذاً لوصيته .و كانت من أقواله " إذا حصلنا يوماً على القدس و كنت لازلت حياً وقادراً على القيام بأى شئ فسوف أزيل كل ما ليس مقدساً لدى اليهود و سوف أحرق الآثار التى مرت عليها عبر القرون " ." كلما كثر عدد المهاجرين اليهود كلما سيطرنا على مساحات أكبر من أراضى فلسطين " ." ظهر لى المسيح على صورة رجل مسن فى مظهر العظمة و الوقار , فطوقنى بذراعيه , و حملنى بعيداً على أجنحة الريح .. و إلتقينا على إحدى تلك الغيوم القزحية بصورة موسى , فإلتفت المسيح إلى موسى مخاطباً إياه : من أجل هذا الصبى كنت أصلى , إلا أنه قال لى : إذهب و أعلن لليهود بأننى سوف آتى عما قريب لأجترح المعجزات الكبيرة , و أسدى الأعمال العظيمة لشعبى و للعالم !!! " هذه رؤيا إدعى هرتزل أنه رآها فى منامه و هو صغير !!" إن نجح اليهود فى خلق دولتهم سيرحلون إليها فى هجرة تدريجية و عليهم أن يدركوا أنهم سوف يغادرون إلى دولة بها وحوش مفترسة لا ينفع لمواجهتها حمل الرمح و الحربة أو الذهاب فرادى إلى هناك لمطارده الدب الذى فى الإنتظار , بل على اليهود أن يذهبوا إلى هناك فى جماعات كبيرة قادرة على سوق هذه الحيوانات أمامها و أن يقذفوا بقنابل شديدة الإنفجار وسط جموعها من وقت لآخر لإرهابها " .
الصهيونية الكثير من الناس لا يعرفون الفارق بين الصهيونية و اليهودية .. و هل الإثنان مرادفان لشئ واحد أم أن بينهما تضاد .. لذلك سنحاول هنا أن نوضح ما هى الصهيونية و ما أوجه هى الإختلاف بينها و بين الديانة اليهودية .الصهيونية كلمة مشتقة من إسم ( جبل صهيون ) فى القدس , و هو يشير – فى التراث الدينى اليهودى – إلى الأرض المقدسة ككل .. و يعتقد اليهود فى عقيدتهم أن المسيح المخلِّص – و هو ملك من نسل الملك داود – سيأتى فى آخر الزمان ليجمع اليهود من شتاتهم و يعود بهم إلى أرض الميعاد , و يحكم العالم من جبل صهيون و يتخذ من أورشليم عاصمة له , و بعد ذلك يبدأ الفردوس الأرضى الذى سيدوم ألف عام , حيث يعم الخير و العدل و السلام العالم كله .. هذا فى العقيدة اليهودية .أما الصهيونية كحركة سياسية فلم تظهر إلا عام 1897 عندما عقد ثيودور هرتزل المؤتمر الصهيونى الأول .و لأن القرن التاسع عشر هو عصر القوميات فإن الدولة اليهودية ماهى إلا صورة من صور القوميات على النمط الغربى تماماً .. و قد إنبثقت الحركة الصهيونية من النزعة الإستعمارية التى سادت أوروبا فى ذلك العصر .. أى ينبغى إقامة هذه الدولة اليهودية فى مكان شاغر فى العالم دون عمل إعتبار للسكان الأصليين .و لم يكن للمكان أهمية كبرى فى نظر هرتزل , لذلك إقترح فى البداية عدة أماكن لإقامة هذه الدولة مثل أوغندا و الأرجنتين و ليبيا ثم وقع الإختيار أخيراً على فلسطين .و خوفاً من رفض اليهود للهجرة إلى فلسطين , إستخدمت الحركة الصهيونية و على رأسها هرتزل المعتقد الدينى لليهود فى سطر أسطورة العودة إلى أرض الميعاد .. و الإدعاء بأن اليهودى الذى يموت خارج أرض الميعاد يظل جسده يصرخ حتى يدفن فى أرض الميعاد .. و ضرورة إعادة بناء الهيكل الذى هدمه الرومان منذ ألفى عام .. مع تحويل جميع الشعارات و الرموز الدينية إلى شعارات و رموز دنيوية سياسية .. كما تعمل الحركة الصهيونية على تأجيج إحساس اليهود بالإضطهاد و بأنهم ضحايا العداء الأزلى الذى يكنه الآخرون لهم , و ذلك كى يفقدوا الشعور بالإنتماء إلى أوطانهم التى يعيشون فيها , ليكون خلاصهم فى الهجرة إلى إسرائيل و الولاء لها فى النهاية .و لذلك حينما ظهرت الحركة الصهيونية عارضتها العديد من المنظمات اليهودية فى العالم .و يحرص الصهاينة بشدة على طمس الفارق بين الصهيونية و اليهودية , و يعملون على إقناع الآخرين بأن الصهيونية تتفق مع اليهودية .. لذلك كلما حاول أى شخص إيجاد الفوارق و كشف زيف الإدعاءات الصهيونية يرفعون الدعاوى القضائية ضده و يتهمونه بما يطلقون عليه معاداة السامية .و رغم تنوع المدارس الصهيونية ما بين يمينة و يسارية و دينية و ملحدة و رأسمالية و إشتراكية و إختلاف إتجاهاتها و رؤيتها للصهيونية .. إلا أنها تتفق جميعاً على إسقاط حقوق الفلسطينيين .. و قد ظلت المقولة الأساسية التى تستند إليها كل التيارات الصهيونية هى مقولة ( الشعب اليهودى ) , أى الإيمان بأن الأقليات اليهودية فى العالم لا تشكل أقليات دينية لها إنتماءات عرقية و قومية مختلفة , لكنها تشكل أمة متكاملة موجودة فى الشتات أو فى المنفى بعيدة عن وطنها الحقيقى فى فلسطين .و يمكن تقسيم المدارس الصهيونية كلها إلى فرقتين أساسيتين :صهيونية إستيطانية : و تهدف إلى تجميع اليهود و توطينهم فى فلسطين .صهيونية تدعيمية : و تهدف إلى تجنيد اليهود فى جميع أنحاء العالم ليتحولوا إلى جماعات ضغط تعمل لمصلحة إسرائيل .و الحركة الصهيونية عنصرية سواء فى موقفها من العرب أو من يهود الشتات .. فهى تنكر على الفلسطينيين حقهم فى وطنهم .. و تنكر أيضاً على يهود الشتات حقهم فى الإنتماء إلى الأوطان التى يعيشون فيها , و تفترض دائماً أنهم يتسمون بحالة من الشذوذ المرضى .و لذلك نجد معارضة يهودية تتركز بين اليهود الإندماجيين الذين لا يريدون ترك أوطانهم الأصلية من أجل الإنتماء إلى وطن وهمى , مثل بعض اليهود الإشتراكيين الذين يعتبرون الصهيونية حركة إمبريالية تستخدم اليهود من أجل مصالحها الإمبريالية , كما أن هناك فريقاً من اليهود الأرثوذكس يعارضون الصهيونية بإعتبارها نوعاً من أنواع الكفر و الإلحاد.
وثائق
وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل فيما يلي نص إعلان الدولة ، و نحن ننشره هنا لأغراض التوثيق التاريخي بصرف النظر عما يعتريه من تشويه متعسف للتاريخ و الجغرافيا."أرض إسرائيل هي مهد الشعب اليهودي ، هنا تكونت شخصيته الروحية والدينية و السياسية ، و هنا أقام دولة للمرة الأولى ، و خلق قيماً حضارية ذات مغزى قومي و إنساني جامع ، و فيها أعطى للعالم كتاب الكتب الخالد . بعد أن نفي عنوة من بلاده حافظ الشعب على إيمانه بها طيلة مدة شتاته ، و لم يكف عن الصلاة أو يفقد الأمل بعودته إليها و استعادة حريته السياسية فيها . سعى اليهود جيلاً تلو جيل مدفوعين بهذه العلاقة التاريخية و التقليدية إلى إعادة ترسيخ أقدامهم في وطنهم القديم ، و عادت جماهير منهم خلال عقود السنوات الأخيرة .. جاءوا إليها رواداً و مدافعين ، فجعلوا الصحارى تتفتح و أحيوا اللغة العبرية و بنوا المدن و القرى ، و أوجدوا مجتمعًا نامياً يسيطر على اقتصاده الخاص و ثقافته .. مجتمعاً يحب السلام لكنه يعرف كيف يدافع عن نفسه ، و قد جلب نعمة التقدم إلى جميع سكان البلاد و هو يطمح إلى تأسيس أمة مستقلة . انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في سنة 5657 عبرية ( 1897 ميلادية ) بدعوة من ثيودور هرتزل الأب الروحي للدولة اليهودية ، وأعلن المؤتمر حق الشعب اليهودي في تحقيق بعثه القومي في بلاده الخاصة به . و اعترف وعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1917 بهذا الحق ، و أكده من جديد صك الانتداب المقرر في عصبة الأمم ، و هي التي منحت بصورة خاصة موافقتها العالمية على الصلة التاريخية بين الشعب اليهودي و أرض إسرائيل و اعترافها بحق الشعب اليهودي في إعادة بناء وطنه القومي . و كانت النكبة التي حلت مؤخراً بالشعب اليهودي و أدت إلى إبادة ملايين اليهود في أوروبا دلالة واضحة أخرى على الضرورة الملحة لحل مشكلة تشرده عن طريق إقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل من جديد .. تلك الدولة التي سوف تفتح أبواب الوطن على مصراعيه أمام كل يهودي ، و تمنح الشعب اليهودي مكانته المرموقة في مجتمع أسرة الأمم حيث يكون مؤهلاً للتمتع بكافة امتيازات تلك العضوية في الأسرة الدولية . لقد تابع الذين نجوا من الإبادة النازية في أوروبا و كذلك سائر اليهود في بقية أنحاء العالم عملية الهجرة إلى أرض إسرائيل غير عابئين بالصعوبات و القيود و الأخطار ، و لم يكفوا أبداً عن توكيد حقهم في الحياة الحرة الكريمة و حياة الكدح الشريف في وطنهم القومي . و ساهمت الجالية اليهودية في هذه البلاد خلال الحرب العالمية الثانية بقسطها الكامل في الكفاح من أجل حرية و سلام الأمم المحبة للحرية والسلام و ضد قوى الشر و الباطل النازية . و نالت بدماء جنودها و مجهودها في الحرب حقها في الاعتبار ضمن مصاف الشعوب التي أسست الأمم المتحدة . أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع و العشرين من نوفمبر ( تشرين الثاني ) سنة 1947 مشروعاً يدعو إلى إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل . و طالبت الجمعية العامة سكان أرض إسرائيل باتخاذ الخطوات اللازمة من جانبهم لتنفيذ ذلك القرار . إن اعتراف الأمم المتحدة هذا بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة هو اعتراف يتعذر الرجوع عنه أو إلغاؤه . إن هذا هو الحق الطبيعي للشعب اليهودي في أن يكون سيد نفسه و مصيره مثل باقي الأمم في دولته ذات السيادة . و بناء عليه نجتمع هنا نحن أعضاء مجلس الشعب ممثلي الجالية اليهودية في أرض إسرائيل و الحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل . و بفضل حقنا الطبيعي و التاريخي و بقوة القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، نجتمع لنعلن بذلك قيام الدولة اليهودية في أرض إسرائيل و التي سوف تدعى " دولة إسرائيل " . و نعلن أنه منذ لحظة انتهاء الانتداب هذه الليلة عشية السبت في السادس من مايو (أيار) سنة 5708 عبرية ( الموافق الخامس عشر من مايو سنة 1948 ميلادية ) و حتى قيام سلطات رسمية و منتخبة للدولة طبقا للدستور الذي تقره الجمعية التأسيسية المنتخبة في مدة لا تتجاوز أول أكتوبر ( تشرين الأول ) سنة 1948.. منذ هذه اللحظة سوف يمارس مجلس الشعب صلاحيات مجلس دولة مؤقت وسوف يكون جهازه التنفيذي الذي يدعى " إسرائيل " . و سوف تفتح دولة إسرائيل أبوابها أمام الهجرة اليهودية لتجميع شمل المنفيين ، و سوف ترعى تطور البلاد لمنفعة جميع سكانها دون تفرقة في الدين أو العنصر أو الجنس . و سوف تضمن حرية الدين و العقيدة و اللغة و التعليم و الثقافة ، و سوف تحمى الأماكن المقدسة لجميع الديانات و سوف تكون وفية لمبادئ الأمم المتحدة . إن دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع وكالات الأمم المتحدة و ممثليها على تنفيذ قرار الجمعية العامة في 29 نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1947، و سوف تتخذ الخطوات الكفيلة بتحقيق الوحدة الاقتصادية لأرض إسرائيل بكاملها . و إننا نناشد الأمم المتحدة أن تساعد الشعب اليهودي في بناء دولته ، و نحن نستقبل دولة إسرائيل في مجتمع أسرة الأمم . و نناشد السكان العرب في دولة إسرائيل وسط الهجوم الذي يشن علينا و منذ شهور أن يحافظوا على السلام ، و أن يشاركوا في بناء الدولة على أساس المواطنة التامة القائمة على المساواة و التمثيل المناسب في جميع مؤسسات الدولة المؤقتة و الدائمة . إننا نمد أيدينا إلى جميع الدول المجاورة و شعوبها عارضين السلام و حسن الجوار ، و نناشدهم إقامة روابط التعاون و المساعدة المتبادلة مع الشعب اليهودي صاحب السيادة و المتوطن في أرضه . إن دولة إسرائيل على استعداد للإسهام بنصيبها في الجهد المشترك لأجل تقدم الشرق الأوسط بأجمعه . و إننا نناشد الشعب اليهودي في جميع أنحاء المنفى الالتفاف حول يهود أرض إسرائيل و مؤازرتهم في مهام الهجرة و البناء و الوقوف إلى جانبهم في الكفاح العظيم لتحقيق الحلم القديم .. ألا و هو خلاص إسرائيل . إننا نضع ثقتنا في الله القدير و نحن نضيف توقيعنا على هذا الإعلان خلال هذه الجلسة لمجلس الدولة المؤقت على أرض الوطن في مدينة تل أبيب عشية هذا السبت اليوم الخامس من مايو ( أيار ) سنة 5708 عبرية ( الموافق الرابع عشر من مايو 1948 ) . " توقيعديفيد بن جوريون - دانيال أومستر - مردخاي بنتوف - إسحق بن زفي - إلياهو برلن - برتز برنشتين - حاخام ذيف غولد - مائير غرايوفسكي غوينباوم - إبراهام غرانوفسكي - إليوهو دوبكن - مائير فلز - زوراه واراهافيغ - هرزل شاري- راشيل كوهين - كالمان كاهان - س كوثاش- إسحق مائير ليفن - م. د. ليفنشتاين - زفي لوريا - غولدا مايرسن - ناحوم نير- راف لكس- زفي سيغال- يهودا ليب - كوهين فشمان - ديفد نلسون - زفي بنحاس - أهرون زيلخ - موشي كولورني - أ. كابلان - أ. كاتز - فيلكس روزنبلت - د. ديمبر - ب. ريبتور - موردخاي شامير بن زيون سنتيرنبرغ - بيخور شطربت - موشي شابيرا - موشي شرتوك.
أنتهت الوثيقةأهم الشخصيات المؤثرة فى المجتمع الأسرائيلى
إيلان رامون
إحدى قواعد إطلاق سفن الفضاء بالأراضي الأمريكية7 رواد فضاء بينهم (لأول مرة في التاريخ) رائد فضاء إسرائيليالكولونيل إيلان رامون الذي أمضى حياته المهنية فى سلاح الجو الإسرائيلى وشارك فى حرب أكتوبر عام 1973 , وقصف المفاعل النووى العراقى عام 1981, وشن غارات مكثفة على لبنان عام 1982 ..رامون الذي ولد في تل أبيب عام 1954، يتجه في خطوات وئيدة إلى المكوك الأمريكي (كولومبيا) برفقة 6 من رواد الفضاء ويطحب معه علم إسرائيل إلى جانب صورة لطفلة يهودية زعم أنها من ضحايا جرائم النازية بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.يتوقف رامون لحظة وينظر إلى السماء، وبعد أن يشير إلى عدسات المصورين يقول: لقد تلونت السماء باللونين الأزرق والأبيض لأنهما ألوان علمنا!فيما بعد سوف يلقى رامون وزملائه الستة حتفهم في الأول من فبراير 2003 عندما ينفجر المكوك، وسوف تهوى أشلاؤه فوق بلدة أمريكية صغيرة أسمها (فلسطين)!.ولد رامون فى تل أبيب عام 1954, و أمضى أكثر من أربعة آلاف ساعة فى التحليق فى الجو خلال عمله كطيار حربي, حيث وصل إلى رتبة كولونيل (عقيد), وكان قائد سرب لطائرات "أف-16" ومهندس ميكانيكى.وفي 7 يونيو 1981 عبرت سبع طائرات اسرائيلية من طراز اف - 16 اميركية الصنع، كان من بينها طائرة رامون، عبر هذا السرب الصغير اجواء الأراضي العربية من دون ان تكشفها اي رادارات قبل ان تصل الى الاجواء العراقية وتغير على المفاعل النووي الفرنسي الصنع وتدمره بشكل كامل. وبعد ان ارتقى رامون سنة 1994 الى رتبة كولونيل تم اختياره من قبل وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) سنة 1997 ليصبح اول رائد فضاء اسرائيلي وبدأ تدريباته سنة 1998 في مركز جونسون في هيوستن بتكساس (جنوب الولايات المتحدة) حيث استقرت عائلته هناك الى جانبه. و ظل لمدة 3 سنوات يتدرب على التأهيل العام للتحليق فى الفضاء, وفى السنة الرابعة تدرب مع طاقم يتكون من ستة رواد فضاء ليقوموا برحلة فضائية واحدة.بدأ رامون رحلته الأولى والأخيرة للفضاء يوم 16 يناير عام 2003 فى مكوك الفضاء " كولومبيا " برفقة الرواد الستة الذين تدرب معهم, ليقوم الرواد بتجربة 80 عملية خلال الرحلة على أن يتوزع الطاقم على عدة فرق تعمل بالتناوب على مدار الساعة, و كان من المقرر إطلاق هذا المكوك يوم 16 يوليو 2002 , ولكن الرحلة تأجلت بعد إكتشاف تشققات فى أنابيب تغذية محركات المركبة بالوقود, و كانت مهمة رامون هى القيام بتشغيل كاميرا خاصة تفحص عواصف غبارية فى منطقة الشرق الأوسط والمحيط الأطلنطى و هى تجربة إسرائيلية, كما تدرب على عمليات إنقاذ زملائه إذا وقع حادث أو فقد الإتصال بالمكوك!.ولأن رامون هو أول رائد فضاء إسرائيلى فإن وجوده أدى إلى عمل إجراءات أمنية مشددة على الطاقم قبل بداية الرحلة .. كما أعدت وكالة ناسا إجراءات مماثلة لطاقم المكوك إنتظاراً لهبوطه الذى لم يحدث.. وقد عقدت الوكالة مؤتمراً صحفياً للرواد قبيل بدء الرحلة عبر فيه رامون عن سعادته الشديدة و إعتزازه البالغ بإنضمامه إلى فريق المكوك الفضائى, و قال أنه يريد تحقيق الفرح للشعب الإسرائيلى .. وخلال الرحلة لم يحالف الحظ رامون فى تصوير عواصف الغبار بعد أن عوقت السحب الرؤية , لكنه كان أكثر توفيقاً فى دراسته لعملية الإحتراق فى ظل إنعدام الجاذبية !!!.و قد لقى رامون مصرعه مع زملائه الستة بعد إنفجار المكوك أثناء هبوطه فى الأول من فبراير عام 2003 بعد دخوله الغلاف الجوى للأرض فى سماء بلدة صغيرة تدعى "فلسطين" بمدينة دالاس عاصمة ولاية تكساس.
شمعون بيريز
أحد عتاة الإرهاب الإسرائيلي، ولد فى بولندا عام 1923 , و هاجر مع عائلته إلى فلسطين عام 1934 .. تلقى تعليمه الأول فى مستعمرة بن شيمن , ثم إلتحق بمدرسة الزراعة و تخرج فيها فى منتصف الأربعينيات .إنضم شمعون بيريز إلى عصابات الهاجاناه عام 1943 , و عينه ديفيد بن جوريون مسؤولاً عن مشتريات الأسلحة و التجنيد فى هيئة أركان الهاجاناه فى الفترة بين 1947 و 1948 .. و فى عام 1949 أصبح مسؤولاً عن البحرية الإسرائيلية .. و شغل منصب نائب مدير وزارة الدفاع عام 1952 , و فى عام 1953 أصبح مدير عام لوزارة الدفاع حتى عام 1959 و خلال هذه الفترة أعاد تنظيم وزارة الدفاع و بادر فى إنشاء الصناعات الجوية و بدأ المشروع النووى الإسرائيلى .. و فى عام 1959 إنتخب عضواً فى الكنيست و شغل منصب وزير الدفاع حيث وضع الأساس للبنية التحتية العلمية للأسلحة النووية فى إسرائيل .ترك بيريز حزب ماباى عام 1965 و أسس مع بن جوريون حزب رافى , ثم عمل على توحيد الحزبين عام 1968 و تأسس بذلك حزب العمل الإسرائيلى .عُين وزيراً للهجرة و الإعلام عام 1969 لمدة سنة واحدة , و تولى حقيبة وزارة المواصلات من 1970 إلى 1974 .. ثم وزيراً للدفاع مرة أخرى حتى عام 1977 .أصبح رئيساً لحزب العمل عام 1977 بعد إستقاله إسحق رابين من رئاسته , ثم نائب رئيس الإشتراكية الدولية عام 1978 , و دخل فى حكومة الوحدة الوطنية مع رابين فى الفترة بين 1984 و 1986 حيث تولى منصب رئيس الوزراء بالتناوب مع إسحق شامير , ثم نائباً لرئيس الوزراء و وزيراً للخارجية بين عامى 1986 و 1988 , فوزيراً للمالية بين عامى 1988 و 1990 , و قاد المعارضة داخل الكنيست من خلال حزب العمل فى الفترة من 1990 و 1992 .. و تولى منصب وزير الخارجية مرة أخرى عام 1992 .. و حصل على جائزة نوبل للسلام بالإشتراك مع عرفات و رابين عام 1994 .و بعد إغتيال رابين عام 1995 , أصبح رئيساً للوزراء حتى موعد الإنتخابات .مذبحة قاناو نظراً لأن شمعون بيريز لا يتمتع بشهرة عسكرية داخل إسرائيل , حيث أنه متخصص فى تحقيق مصالح إسرائيل عن طريق التفاوض , و لإقناع الناخبين بأنه يستطيع يكون حازماً و شديداً وقت " الضرورة " .. أمر بالقيام بعدوان عسكرى ضد التجمعات السكانية العربية فى جنوب لبنان بإسم "عناقيد الغضب" , بحجة محاربة قوات المقاومة اللبنانية و على رأسها حزب الله .و فى يوم الخميس 18 أبريل من عام 1996 قصفت المدفعة و المروحية الإسرائيلية ملجأ داخل ثكنة كتيبة الفيجية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة فى جنوب لبنان مستخدمة قنابل تنفجر فى الجو لزيادة الإصابات فى صفوف المدنيين الذين حاولوا الهرب من القصف و الإحتماء بالملجأ , و تجسدت الوحشية الإسرائيلية فى أعنف صورها عندما قصفت القوات الإسرائيلية الملجأ و أدى ذلك إلى إستشهاد نحو 160 مدنياً أكثرهم من الأطفال و النساء و الشيوخ الذين عجزوا عن الفرار من القصف بإتجاه بيروت .. وبعد المذبحة فشل بيريز فى الإنتخابات و سقط أمام بنيامين نيتانياهو .. ثم فشل فى إنتخابات حزب العمل أمام إيهود باراك .و فى يوليو 2000 خسر بيريز فى الإنتخابات التى أجريت فى الكنيست لإختيار رئيس الدولة أمام منافسه موشيه كستاف .. و تولى بيريز منصب وزير الخارجية فى حكومة أريئيل شارون .و بالرغم من الصورة الذهنية عن شمعون بيريز بأنه صانع للسلام فى الشرق الأوسط , فإن شهرته واسعة داخل إسرائيل كمهندس للبرنامج النووى, و كان له دور كبير فى بناء مفاعل ديمونة الإسرائيلى.ألف بعض الكتب منها كتاب بعنوان ( شرق أوسط جديد ) شرح فيه نظريته فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط عن طريق تكوين كيان إقتصادى موحد يضمن بلدان الشرق الأوسط تقوم فيه الخبرة الإسرائيلية – على حد قوله – بدور الريادة بمساعدة رؤوس الأموال الخليجية و العمالة المصرية و السورية !!.
بنيامين نتنياهو
أصغر من تولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ إسرائيل.. و هو أيضاً أول رئيس وزراء إسرائيلي ولد بعد نشأتها .ولد فى إسرائيل عام 1949, و أقام مع والديه فى الولايات المتحدة الأمريكية بين عامى 1956 و 1958 , و مرة أخرى بين 1963 و 1967 .. و عاد إلى إسرائيل لأداء الخدمة العسكرية من عام 1967 و حتى عام 1972 .. وصل إلى رتبة نقيب فى وحدة الإستطلاع التابعة للأركان العامة .. و بعد إنتهاء خدمته العسكرية عاد إلى الولايات المتحدة حيث غير إسمه إلى بنجامين نيتاى! .. وحصل على شهادة البكالوريوس فى الهندسة المعمارية فى جامعة ماساشوستس .. و أثناء دراسته قامت حرب أكتوبر فعاد إلى إسرائيل للمشاركة فى الحرب .. وفى عام 1976 حصل على الماجستير فى إدارة الأعمال, وهو يتباهى دائماً بالشهادات التى حصل عليها فى الولايات المتحدة الأمريكية .و كان نيتانياهو يفكر فى أن يصبح رجل أعمال .. و لكن بعد موت أخيه فى عملية عنتيب عام 1976 عاد إلى إسرائيل , و خدم فى إحدى وحدات الكوناندوز العسكرية تحت رئاسة إيهود باراك .فى عام 1982 شغل منصب القنصل العام فى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن لمدة عامين .. ثم أصبح سفيراً لإسرائيل فى الأمم المتحدة حتى عام 1988 .. ثم عينه وزير الخارجية موشيه أرينز نائباً له حتى عام 1991 .. ثم عمل نائب مدير مكتب رئيس الوزراء حتى عام 1992, و أثناء ذلك إشترك فى مؤتمر مدريد و كان هو الناطق الرسمي بإسم وفد إسرائيل .و فى عام 1993 إنتخب نيتانياهو رئيساً لحزب الليكود .. و أثناء رئاسته للحزب عارض إتفاقية أوسلو .تم إنتخابه رئيساً للوزراء عام 1996 بعد فوزه على شمعون بيريز فى حملة إنتخابية على أسلوب أمريكى, و إتخذ سياسة متشددة أثناء رئاسته للوزراء حتى عام 1999 عندما تفوق عليه إيهود باراك فى الإنتخابات .و يظهر فكر نيتانياهو فى كتابه ( مكان تحت الشمس ) حيث ينطلق من الرؤية الصهيونية القائمة على أحقيه اليهود فيما يسمى بأرض إسرائيل التاريخية و يعلن أن العرب لا يفهون سوى لغة القوة و العنف, و أن السلام الذى يمكن أن يقام مع العرب هو سلام الردع , و مستقبل إسرائيل يكون بالتحصن داخل الستار الفولاذى !!كما كان نيتانياهو مهتماً فى حياته بالإعلام الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية , و كان يكثر من الظهور فى وسائل الإعلام الأمريكية من أجل إذاعة الآراء الإسرائيلية .
إيهود باراك
ولد إيهود باراك فى مستعمرة مشمار حاشارون بفلسطين عام 1942 لأسرة هاجرت من أوروبا الشرقية أثناء فترة الإنتداب, و كان يُسمى بـ "روج" قبل إستخدام الإسم العبرى باراك و الذى يعنى البرق .. حاصل على شهادة البكالوريوس فى الفيزياء من الجامعة العبرية عام 1976 , و شهادة الماجستير فى النظم الهندسية الإقتصادية من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا عام 1978 .إلتحق بالجيش الإسرائيلى عام 1959 و بدأ فى سلاح المدرعات .. و شارك فى حرب 1967 كقائد طاقم إستطلاع .. و فى حرب 1973 كقائد كتيبة دبابات فى الجبهة الجنوبية فى سيناء .ذاعت شهرته فى الجيش فى أوائل السبعينيات عندما قامت قوة من الكوماندوز تحت قيادته تسمى سيريت ماتكال Sayeret Matkal بعدد من العمليات .. و من نتائج هذه العمليات إغتيال ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية فى بيروت وتونس.شارك فى عملية إنقاذ الرهائن من الطائرة البلجيكية التى إختطفت إلى تل أبيب عام 1972 .. وفى العام التالى كان جزءاً من فريق أطلق النار على بعض قيادات منظمة فتح و قتل بعضاً منهم من بينهم محمد يوسف النجار .و كانت العملية التى رفعت من أسهمه فى الجيش الإسرائيلى هى عملية عنتيب , عندما أطلق سراح مائة أسير إسرائيلى إختطفوا على متن طائرة إير فرانس و هبطوا بها فى أوغندا عام 1976 .. و حصل بعدها على العديد من الأوسمة و النياشين .أشرف باراك على الخطط التكتيكية التى كانت تُستخدم لمحاولة القضاء على الإنتفاضة الفلسطينية الأولى التى إندلعت عام 1987 حيث قام عام 1988 بإرسال فرق المستعربين المتنكرة فى أزياء عربية التى تتسلل إلى الأوساط الفلسطينية النشيطة و تغتال قاداتها .. و كان باراك هو الموجه و القائد الرئيسى لعملية إغتيال القيادى الفلسطينى أبو جهاد عام 1988 في تونس .. وصلاح خلف فى بداية التسعينيات.تولى وزارة الداخلية فى حكومة إسحق رابين .. ثم أختير وزيراً للخارجية فى حكومة شمعون بيريز بعد إغتيال رابين .. و فاز على شمعون بيريز فى إنتخابات رئاسة حزب العمل عام 1996 .. ثم تولى رئاسة الوزراء عام 1999 بعد فوزه على بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء السابق .و كان من أهم قراراته إنسحاب الجيش الإسرائيلى من جنوب لبنان يوم 24 / 5 / 2000 بعد 25 عاما من الإحتلال.و فى أثناء رئاسته للوزراة بدأ بالتخطيط لهدم المسجد الأقصى و الإستيلاء عليه , حيث حاول بالتعاون مع الرئيس الأمريكى بيل كلينتون و طاقمه التفاوضى اليهودى الضغط على ياسر عرفات فى مفاوضات كامب ديفيد فى يوليو 2000 و إجباره على التنازل عن القدس الشرقية بما فيها الحرم القدسى الشريف و مارس عليه أنواعاً من الإرهاب الفكرى و النفسى إلا أن عرفات رفض .و عندما فشل فى مسعاه لجأ لإستخدام القوة فأوعز إلى أريئيل شارون رئيس حزب الليكود بإقتحام المسجد الأقصى فى 28 / 9 / 2000 وسط حراسة ثلاثة آلاف جندى إسرائيلى مدججين بالسلاح , و عندما تصدى الفلسطينيون لزيارة شارون إستخدم باراك الرصاص الحى المحرم دولياً والقذائف المضادة للدبابات و الطائرات ضد الفلسطينيين .. و أدى الأسلوب العنيف الذى أتبعه باراك فى إخماد الإنتفاضة الفلسطينية إلى تقديم إستقالته و ترشيح نفسه مرة أخرى لرئاسة الوزراء أمام أريئيل شارون إلا أنه فشل فى الإنتخابات فى فبراير 2001.
إسحاق رابين
ولد فى القدس عام 1922 , لأبوين روسيين هاجرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية و كان الوالد عضواً فى حركة " عمال صهيون " هناك , ثم هاجرا منها إلى فلسطين عام 1917 ضمن المهاجرين اليهود الأوائل .. و إنضما إلى الهاجاناه و كانت والدته من السيدات الأوائل اللاتى لعبن أدواراً هامة فيها .درس الزراعة وحصل فيها على شهادة عليا.إنضم إلى قوات البلماخ عام 1941 التى أنشئت لتكون الذراع الضاربة للهاجاناه .. و أصبح فى عام 1945 نائب قائد قوات البلماخ .. و فى العام التالى ألقت القوات البريطانية القبض عليه و على والده و إعتقلتهما لفترة قصيرة ثم أفرجت عنها .. و بعدها أصبح رابين قائداً لعمليات البلماخ .فى حرب 1948 أدى أدواراً هامة و رئيسية و على الأخص فى الخليل و النقب و القدس .. و بعد قيام إسرائيل قام ديفيد بن جوريون بحل البلماخ , فكون رابين مع قادة البلماخ من أمثال بارليف و أليعازر و هود نواه الجيش الإسرائيلى .تولى عدة مناصب قيادية رفيعة المستوى فى الجيش الإسرائيلى منها منصب رئيس الأركان ( 1964 – 1968 ) حيث قاد الجيش الإسرائيلى خلال حرب 1967 التى نتج عنها إستيلاء إسرائيل على الضفة الغربية و قطاع غزة و القدس الشرقية و هضبة الجولان و شبة جزيرة سيناء , و إرتكب مع مرؤوسيه عدداً من المذابح للأسرى المصريين .. و أصبح رابين بطلاً قومياً فى نظر اليهود بعد هذه الحرب .بعد الحرب تقاعد من الجيش الإسرائيلى , و عُين سفيراً لإسرائيل فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1968 , و قام بتطوير العلاقات بشدة مع الولايات المتحدة كمقابل للعلاقات الجيدة التى كانت بين العرب و الإتحاد السوفييتى إبان الحرب الباردة التى كانت بين أمريكا و الإتحاد السوفييتى .. حيث تغيرت نظرة الولايات المتحدة لإسرائيل من مجرد دولة تحصل على مساعدات عسكرية و سياسية منها إلى حليف قوى لها .عاد رابين إلى إسرائيل فى مارس من عام 1973 و أصبح عضواً فى الكنيست ممثلاً عن حزب العمل .. ثم عُين وزيراً للعمل فى حكومة جولدا مائير , و بعدها بثلاثة أشهر إستقال شمعون بيزيز رئيس حزب العمل آنذاك و تم إنتخاب رابين رئيساً للحزب .. ثم حدث أن إستقالت جولدا مائير بسبب حرب أكتوبر فإنتخب رابين رئيساً للوزراء بعد فوزه على منافسه شمعون بيريز , من عام 1974 إلى عام 1977 .. و أثناء هذه الفترة أجرى رابين مفاوضات مع مصر أسفرت عن إنسحاب جزئى من سيناء عام 1975 .تورط رابين فى فضيحة مالية عام 1977 بسبب وجود حسابات غير مشروعة بإسم زوجته فى بنوك أمريكية و تسببت هذه الفضيحة فى إستقالته من رئاسة الوزراء .تم تعيينه وزيراً للدفاع عام 1984 و حتى عام 1990 , فأمر بسحب الجيش الإسرائيلى من لبنان مع إحتفاظ إسرائيل بشريط حدودى لحماية إسرائيل فى المنطقة الشمالية .و عندما إندلعت الإنتفاضة الفلسطينية عام 1987 تصرف رابين معها بعنف و وحشية حيث إنتهج سياسة تكسير العظام مع الأطفال و الشباب الفلسطينيين و قوبلت هذه السياسة بإستنكار دولى واسع .. و مع ذلك لم ينجح رابين فى إخماد الإنتفاضة و فشل فشلاً ذريعاً .فى عام 1992 إنتخب مرة ثانية رئيساً للوزراء بعد أن فاز برئاسة حزب العمل بعد فوزه على غريمه التقليدى شمعون بيزير و حصل أيضاً على منصب وزير الدفاع .. حيث وقع مع ياسر عرفات إتفاق أوسلو فى 13 سبتمبر 1993 فى البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكى بيل كلينتون و حصل بمقتضاها على جائزة نوبل للسلام مع كل من بيريز و عرفات عام 1994 .. و وقع رابين كذلك إتفاقية سلام مع الأردن فيما يعرف بإتفاقية وادى عربة فى عام 1994 .. كما أبدى إستعداده لإنسحاب إسرائيل من هضبة الجولان مقابل السلام التام مع سوريا .و يبدو أن سياسيته " السلبية " منحته لقب " خائن " من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلى , و وجهت إليه مجموعة من المتدينين المتطرفين اليهود لعنة " الضرب بسياط من النار " , أى أنها نادت بوفاته , و فى ختام إحتفال بالسيطرة على الإنتفاضة مساء السبت الرابع من نوفمبر عام 1995 .. أغتيل رابين على يد شاب يهودى يدعى إيجال عامير .. و قد حضر جنازته حوالى 80 رئيساً و حاكماً من جميع أنحاء العالم .وعقب القبض عليه قال إيجال عامير: "لقد قتلته لأنه فرط فى أرض التوراه !".
مناحم بيجين
أحد عتاة الإجرام الصهيونى .. و هو رئيس الوزراء السادس لإسرائيل.ولد مناحم بيجين عام 1913 فى مدينة بريست لتوفيسك فى روسيا, و بعد أن أكمل تعليمه الأول سافر إلى بولندا و إلتحق بجامعة وارسو حيث حصل فيها على شهادة عليا فى الحقوق, و فى ذلك الوقت إنضم إلى حركة البيتار الصهيونية فى بولندا .. و فى عام 1940 إعتقلته السلطات السوفييتية بتهمة التجسس, ثم أطلق سراحه وإلتحق بالجيش البولندى العامل فى الإتحاد السوفييتى.سافر إلى فلسطين عام 1942 وتولى قيادة فرع المنظمة هناك .. وفى العام التالى أصبح رئيساً لحركة الإرجون, إحدى المنظمات الإرهابية الصهيونية.فى عام 1944 أعلنت الإرجون معارضتها لسياسة الإنتداب البريطانى فى فلسطين لأنها كانت تفرض شروطاً على الهجرة اليهودية إليها.مذبحة دير ياسينفى 9 أبريل عام 1948 – قبل شهر و بضعة أيام من إعلان قيام إسرائيل – أقدمت منظمة الإرجون برئاسة مناحم بيجين بالإشتراك مع منظمة شتيرن ليحى برئاسة إسحق شامير على القيام بمذبحة فى قرية دير ياسين من أجل السيطرة على الأوضاع فى فلسطين تمهيداً لإقامة الدولة اليهودية , و كان العرب فى ذلك الوقت يحرزون الإنتصارات المتوالية على اليهود بزعامة البطل الفلسطينى عبد القادر الحسينى .. لذلك فقد كان اليهود فى حاجة لإنتصار "من أجل كسر الروح المعنوية لدى العرب و رفع الروح المعنوية لدى اليهود" على حد قول أحد ضباط اليهود .دخلت القوات اليهودية فى فجر ذلك اليوم إلى قرية دير ياسين – و هى قرية صغيرة تقع على بعد بضعة كيلومترات من القدس يقطنها 400 شخص و لا يملكون إلا أسلحة قديمة يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى – حيث دخلت قوات الإرجون من شرق و جنوب القرية بينما دخلت قوات شتيرن من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب بإستثناء الجانب الغربى و ليفاجئوا السكان و هم نائمين , و قد لاقى الهجوم مقاومة من سكان القرية فى البداية و أدى إلى مصرع 4 و جرح 40 من المهاجمين .. و لمواجهة صمود أهل القرية تم قصفها بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين, و مع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماماً من أى مقاومة, ثم قامت قوات الإرجون و شتيرن " بإستخدام الأسلوب الوحيد الذى يعرفونه جيداً و هو الديناميت " على حد قول الكاتب الفرنسى باتريك ميرسييون .. و تم تفجير القرية بيتاً بيتاً , و بعد نفاذ المتفجرات قاموا " بتنظيف المكان " من العناصر المتبقية من المقاومة عن طريق القنابل و المدافع الرشاشة , حيث كان يتم إطلاق النيران على كل من يتحرك داخل المنازل من رجال أو نساء أو أطفال أو شيوخ و تم إيقاف العشرات إلى الحوائط و إطلاق النار عليهم بلا رحمة.. وعلى مدى يومين متتاليين قامت القوات اليهودية بأعمال تعذيب سادية .. و تم منع مبعوث الصليب الأحمر من دخول القرية لأكثر من يوم .. و قام أفراد الهاجاناه الذين إحتلوا القرية بتفجير الجثث لتضليل الهيئات الدولية و الإيحاء بأن الضحايا لقو حتفهم فى صدامات مسلحة !وأرسل مناحم بيجين برقية تهنئة إلى رعنان قائد الإرجون المحلى , قال فيها : تهنئتي لكم على هذا الانتصار العظيم ، .. قل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل .. و في كتابه ( الثورة ) كتب بيجين : إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربى .. و أضاف : لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل .كما قامت قوات الإرجون برئاسة بيجين بنسف فندق الملك داود – مقر قيادة القوات البريطانية – عام 1946 .. و إشتركت مع منظمة شتيرن فى إغتيال الكونت السويدى فولك برنادوت من العائلة السويدية المالكة و رئيس الصليب الأحمر السويدى الذى إختارته الأمم المتحدة ليكون وسيطاً للسلام بين العرب و الإسرائيليين ..فى عام 1949 و بعد قيام إسرائيل شكّل بيجين حزب حيروت الذى ورث شعارات بيتار و الإرجون و ليحى , و فحواها أن الحد الأدنى لأرض إسرائيل هو ضفتا نهر الأردن, و أن القوة العسكرية هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الحد الأدنى, لأنها اللغة الوحيدة التى يفهمها العرب .. و أصبح بيجين عضواً فى الكنيست الإسرائيلى.و أتيح لبيجين دخول الوزارة الإئتلافية برئاسة ليفى إشكول عشية إندلاع حرب 1967 كوزير بلا حقيبة "بدون وزارة", ثم إنضم ثانية إلى حكومة جولدا مائير الإئتلافية عام 1969 ليشغل منصب وزير الدولة .. و إستقال من الحكومة عام 1970 و رأس حزب الليكود كإئتلاف بين عدد من الأحزاب و الحركات .. و قاده حتى فاز برئاسة الوزراء فى 20 / 6 / 1977 .و حضر بيجين مباحثات مع الرئيس المصرى أنور السادات و الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فى منتجع كامب ديفيد فى سبتمبر 1978 , و وصفت المفاوضات بأنها شاقة و متعبة و كادت تفشل أكثر من مرة .. و أعلن الرؤساء الثلاثة إتفاقهم على وثيقتين أساسيتين معلنتين , الأولى " إطار عمل للسلام فى الشرق الأوسط " , و الثانية " إطار عمل لعقد معاهدة سلام بين مصر و إسرائيل " .. و وقع على الوثيقتين كل من بيجين و السادات كطرفين و كارتر كشاهد .. و فى نفس العام حصل بيجين على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع أنور السادات .و فى واشنطون فى مارس من عام 1979 وقع بيجين مع السادات معاهدة سلام بين مصر و إسرائيل .و فى عام 1981 قامت حكومته بضرب المفاعل النووى العراقى , و أشاد الرئيس الأمريكى رونالد ريجان بهذه العملية و وصفها بأنها إتسمت بالجسارة و المهارة !و فى عام 1982 قام بإجتياح لبنان بحجة ضرب قواعد المقاومة الفلسطينية .. ثم وقعت مذبحة صابرا و شاتيلا التى إرتكبتها الكتائب اللبنانية اليمينية .. و وقف بيجين أمام الكنيست ليعلن فى إستهانة : جوييم قتلوا جوييم (غرباء قتلوا غرباء), فماذا نفعل ؟ .. وثبتت مسؤولية بيجين و أعضاء حكومته و وزير دفاعه أرئيل شارون عن هذه المذبحة .قدم بيجين إستقالته فى سبتمبر من عام 1983 بعد أن توفيت زوجته و تدهورت حالته الصحية و أصيب بالإكتئاب و عاش بقية حياته منعزلاً فى شقته حتى وفاته عام 1992 ..
إسحاق شامير
إشتهر إسحق شامير بلاءاته الثلاثة :لا للدولة الفلسطينيةلا لعودة القدس إلى العربلا عودة اللاجيئن الفلسطينيينولد إسحق بيريز نتيزكى فى بولندا عام 1915 , و كان والده رئيساً للطائفة اليهودية فى بلدة روبجينوى, و كان هو وزوجته عضوين فى حركة عمال اليهود, و هى حركة كانت تدعو إلى مساواة اليهود ببقية شعوب أوروبا الشرقية .إنضم شامير إلى حركة بيتار فى بولندا , و هى حركة للشبان الصهيونيين تؤمن بفكرة إسرائيل الكبرى و جمع المنفيين .. أنهى شامير دراسته الثانوية فى مدرسة يهودية هناك , ثم درس القانون فى جامعة وارسو عام 1934 لمدة عام واحد فقط , ثم اكمل دراسته بها حيث قال " لا يمكننى البقاء فى بولندا بينما يجرى بناء دولة يهودية فى فلسطين " .. و هاجر إلى فلسطين فى عام 1935 و غير إسمه إلى إسحق شامير و يعنى بالعبرية الحجر الصوان المدبب و إلتحق بالجامعة العبرية و درس التاريخ و الأدب .إنضم إلى المنظمة الإرهابية اليهودية "إتسل" عام 1936.. و فى العام التالى إنضم إلى منظمة الإرجون التى كان يرأسها مناحم بيجين , و قام بعمليات عسكرية ضد العرب , كانت أبرزها زرع قنبلة فى سوق يافا الرئيسية أدت إلى مصرع 23 فلسطينياً و إصابة 30 .. و فى عام 1940 إنضم إلى منظمة ليحى ( و تعنى المقاتلون فى سبيل حرية إسرائيل ) ثم تغير إسمها إلى شتيرن بعد مصرع مؤسسها أبراهام شتيرن على يد سلطات الإنتداب البريطانية عام 1942 .ألقت سلطات الإنتداب القبض عليه عام 1941 نتيجة لعملياته الإرهابية الواسعة بعد عملية تفتيش فى تل أبيب و عُثر عليه متخفياً فى زى رجل دين , و نجح فى الفرار .. ثم ألقى القبض عليه مرة أخرى عام 1946 و تم ترحيله إلى إريتريا لكنه هرب مرة أخرى و سافر إلى فرنسا و ظل بها حتى عاد إلى فلسطين عام 1948 .ثم عمل ضابطاً فى جهاز المخابرات الإسرائيلى الموساد لمدة عشر سنوات منذ عام 1955 و حتى عام 1965 , و تخرج على يديه جيل من الجواسيس .إلتحق شامير بحزب حيروت عام 1970 الذى كان يرأسه مناحم بيجين , و فى عام 1973 أصبح عضواً فى الكنيست , ثم إنتخب رئيساً للكنيست عام 1977 و حتى عام 1980 .. ثم أصبح وزيراً للخارجية , و بعد إستقاله بيجين من رئاسة الليكود و رئاسة الحكومة عام 1983 تولى شامير هذين المنصبين بالإضافة إلى منصبه الأصلى .. و بعد تشكيل الحكومة الإئتلافية بين حرب الليكود و حزب العمل عام 1984 تبادل شامير منصبه مع شمعون بيريز حيث أصبح وزيراً للخارجية و أصبح بيريز رئيساً للوزراء , ثم تبادلا منصبيهما مرة أخرى عام 1986 .تعامل شامير بشدة و هو فى منصب رئيس الوزراء مع الإنتفاضة الفلسطينية التى إندلعت عام 1987 , حيث تم فرض حظر التجول و حصار البيوت و التوسيع فى الإعتقالات و التعذيب و إستخدام الرصاص الحى و الرصاص البلاستيكى و الرصاص المطاطى و طائرات الهليكوبتر و قنابل الغاز المسيل للدموع .و إستمر شامير فى رئاسة الوزراء بعد الإنتخابات التى جرت عام 1988 .سحب الكنيست الثقة من حكومة شامير فى التصويت الذى جرى عام 1990 , و إضطر إلى التحالف مع العديد من الأحزاب الدينية و اليمينية .. و وافق على المشاركة فى مفاوضات السلام التى جرت فى مدريد عام 1991 , إلا أنه إستمر على تشدده فيما يتعلق ببناء المستعمرات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة , و إشتهر خلال تلك الفترة بلاءاته الثلاثة .و فى عام 1992 خسر فى الإنتخابات و أصبح إسحق رابين رئيساً للوزراء , و فى عام 1993 إنتزع بنيامين نيتانياهو زعامة حزب الليكود منه فى الإنتخابات الحزبية .. و إنزوى إسحق شامير بعيداً عن الأضواء بعد أن أصبح يعانى من أمراض الشيخوخة و قد عارض بشدة إتفاقية إعلان المبادئ التى تم التوقيع عليها فى واشنطن فى 13 أكتوبر عام 1993 , كما عبر عن عدم إرتياحه بإستمرار تطبيق إتفاقية طابا فى حكومة نيتانياهو ..
بن جوريون
مولده ونشأته :ولد ديفيد بن جوريون في بولنسك ( بولندا الآن ) التابعة لروسيا عام 1886 .وصف نفسه كصهيوني منذ ولادته فمنذ الثالثة من عمره بدأ يتعلم العبرية وبدأ يقرا العبرية في الخامسة من عمره و في ذلك الوقت استمع من والده عن ( ارض إسرائيل ) .و هكذا تعلم بن جوريون من والده حباً واحداً هو حب صهيون ..و عندما كان في الرابعة عشر من عمره عام 1900 أسس مع اثنين من رفاقه الرابطة الشبيبة ( عيزرا )انضم إلى حزب بوعالي تسيون وعمره 17 سنه ..لم يكن الإيمان هو الذي يدفعه إلي هذا النشاط السياسي فلقد تخلى عن الدين في وقت مبكر جداً من عمره و لكنه كان يؤمن بأنه نتيجة لرغبة الله في منح العالم مخلوقات متميزة لذا خلق الشعب اليهودي كي ينشر عن طريقه العلم و ان هذا الاختيار يعني التكليف بمهمة و القيام بالمهمة هو الهدف و لكي يقوم الشعب اليهودي بتحقيق الهدف يجب عليه إعداد نفسه بواسطة تطويره في أرضه أي عن طريق الصهيونية ..التحق أثناء دراسته الثانوية في خريف عام 1905 بحزب العمال الاشتراكي الذي عرف بـ (حزب العمل اليهودي الاشتراكي الديموقراطي عمال صهيون) ( Workers of Zion ) في وارسو قبل أن يهاجر إلى فلسطين ..قال بن جوريون : ( ستكون ارض إسرائيل لنا , عندما يكون معظم عمالنا من اليهود و لنا الحق في أن نبني أنفسنا و الأرض في ارض إسرائيل )هجرته إلى فلسطين :و في أواخر 1906 أبحر ديفيد على ظهر سفينة روسية إلى فلسطين في العشرين من عمره أعزب يحدوه الشوق لرؤية ارض إسرائيل المزهرة في أحلامه و أحلام آبائه و أجداده التي لا يعكر صفوها ظل العرب أو أي قضيه ترتبط باسمهم ..استقبل أعضاء رابطة عيزرا ديفيد – و قد كانوا قد هاجروا قبله- في ميناء يافا .. و عمل في ذلك الوقت بفلاحة الأرض في يافا ..و بعد حوالي شهر من وجوده في ارض إسرائيل ذهب ديفيد إلي يافا لحضور اجتماع تأسيسي لحزب عمال صهيون و في ذلك الاجتماع حظي بنجاح باهر إذ انتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب التي كانت في بداية تشكيلها و اختير رئيساً للجنة البرنامج السياسي التابعة للحزب .. وبعد أربعة أعوام ( 1910 ) إنتقل إلى القدس ليعمل محرراً في صحيفة الوحدة " أهودوت " ( Ahdut ) الناطقة باللغة العبرية ، و كان ينشر مقالاته باسم " بن جوريون " الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد .و أثناء هذه الفترة التي مهد لفكرة المستوطنات بنظام الحراسة اليهودية على الأراضي الفلسطينية لذا فهو يعد صاحب فكرة تأسيس المستوطنات .دراسته :في أكتوبر 1911 غادر ديفيد البلاد عن طريق البحر طالباً دراسة القانون، درس في البداية اللغة التركية في سلونيك و التحق في عام 1912 رسمياً بكلية القانون في القسطنطينية و حصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون و توقفت دراسته في عام 1914 بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى بينما كان يقضي إجازته الصيفية في القدس .لكنه لم يستمر في فلسطين إلا عاماً واحداً فقط ، حيث أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل مرة أخرى إلى موسكو مع بعض الصهاينة الذين قدموا من الاتحاد السوفيتي عام 1915 . و إستطاع بن جوريون العودة مرة أخرى بعد خمس سنوات إلى الأراضي الفلسطينية .و قد رفع بن جوريون شعار ترسيخ الوجود اليهودي في الإمبراطورية العثمانية و قد عبرت صحيفة الوحدة اليهودية عن نظرية بن جوريون هذه على نطاق واسع ..قال بن جوريون فيما بعد أن غرضه من السفر إلى القسطنطينية هو رغبته في أن يرشح نفسه في البرلمان التركي كممثل للاستيطان اليهودي في فلسطين أو أن يكون وزير في الحكومة التركية لكي يستطيع الدفاع عن الصهيونية .بن جوريون والعرب :كانت المسالة العربية تشغل كل من بن جوريون و بن تسفي الذي درس هو الآخر القانون في القسطنطينية على الرغم من أن الاثنين أعربا عن رأيهما بشان هذه المسألة إلا انهما لم يقولا كيف يمكن حلها ولكن بن جوريون اقترح على بن تسفي محاولة إقامة وحده عسكرية يهودية لحماية القدس ( كهدف ظاهري لها ) و قبل الحاكم العسكري في القدس زكي بيه اقتراحهما رغم اشتراطهما أن تكون هذه الوحدة من المتطوعين المحلين و لا ترسل إلى أي مكان آخر للحرب بل تبقى بصفتها مليشيا عملية في القدس ( بهدف زرع الكيان اليهودي و إضفاء بعض الصبغة الشرعية على وجوده )لذا فقد كرس بن جوريون و بن تسفي جهودهما في الدفاع الشعبي -هكذا اسميا المليشيا التطوعية – و لقد لبى نداء الدعوة إلى التطوع 100 يهودي و بدءوا بالتدرب على السلاح لكن جمال باشا تنبه إلى الخطر المستتر وراء تكوين هذا الجيش اليهودي ضمن حدود الدولة الفلسطينية لذا أمر بحل هذه المليشيا ثم تلا ذلك طرد 500 يهودي من يافا إلى الإسكندرية عام 1914 بالإضافة إلى نفي كل من بن جوريون و بن تسفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ..في المنفى :مضت ثلاث سنوات من 1915 إلى 1918 عاشها بن جوريون في المنفى في الولايات المتحدة لكن بن جوريون ظل مستمسكاً بخطته في إدخال اليهود إلى داخل الدولة العثمانية و إقامة كيان مستقل لهم فيها على طريقة الدولة داخل الدولة .. لذا فقد قام هو و بن تسفي في هذه الفترة بنشاط كبير في إطار حملة التجنيد لجيش الطلائعيين الذي سمي بالطلائعي ( عوضا عن حملة " الدفاع الشعبي " التي حلها جمال باشا ) .و من أجل ترسيخ حق الشعب اليهودي في ارض إسرائيل كان على المتطوعين أن ينتظموا في كتائب يهودية هدفها القتال من اجل إسرائيلوقرر بن جوريون أن يخرج الجيش إلى الطريق خلال وقت قصير ( 1916 أي في غضون عام واحد من تأسيسه ) لكن مساعيهم فشلت و تدهور حال هذا الجيش نتيجة ضعف التأسيس ..و في عام 1917 قام بالتعاون مع بن تسفي بإصدار كتابه ( أرض إسرائيل في الماضي والحاضر ) لترسيخ فكرة أن العرب مجرد شعب استولى على أرض إسرائيل و إحتفظ بها مئات السنين و حان دور اليهود الآن ليستردوا أرضهم المسلوبة ( و التي رفضوا أن يدخلوها يوما مع سيدنا موسى عليه السلام قائلين "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" !!!!! )..وقال أيضا عن العرب في ارض إسرائيل : ( نحن نعود إلى الأرض التي إحتفظ العرب بها لمئات السنين ) .في 1918 تمكن من العودة إلى أرض فلسطين ليمارس نشاطه السياسي هناك مجددا..مواقفه السياسية :في عام 1918 عندما تنبأ بن جوريون بقيام دوله يهودية في فلسطين على أساس وعد بلفور و ما يتبعه من هجرة مكثفة لليهود كان هناك خطر يقلق تفكيره هو احتمال أن يفضل الرأسماليون اليهود العامل العربي نظراً لانخفاض أجرته و كان خوفه هذا ينبع من معرفته أن كراهيته العرب لليهود تنبع من استغلالهم لذا ادعى بأن العمالة العربية يجب أن لا تستغل بالمال اليهودي فالشعب اليهودي يجب أن ينهض باقتصاده الجديد فقط بعمله هو دون أي تدخل من العرب لأن ذلك يمثل خطراً على الكيان اليهودي الوليد في فلسطين ..لذا فقد كان من ابرز دعاة إلى ضرورة منافسه العامل العربي فالدولة اليهودية يجب أن تقوم من خلال العمل العبري وحده على حد قوله ..وانطلاقا من هذا التفكير نجح في تأسيس اتحادات عمال اليهود " الهستدروت " عام 1920، و عُيّن سكرتيراً ( كأول سكرتير لها ) عاماً له من 1921 و حتى 1935 .و في نفس العام كان بن جوريون الروح الحية في سكرتارية احدوت هعفوداه و المحرك الرئيس لها في المعركة الانتخابية لمجلس النواب و قد طلب بن جوريون حينها أن يعترف السيد في فلسطين – و ليكن عصبة الأمم أو حكومة الانتداب - بمجلس النواب كسلطة تطبق صلاحيتها على كل اليهود في فلسطين بصفة شخصية عن طريق إنتمائهم للكنيست الإسرائيلي و كان هدفه من ذلك أن يصنع بهذا المجلس النيابي دولة داخل الدولة ..في عام 1921 انتخب بن جوريون في اللجنة التنفيذية التابعة لحركة الهستدروت ورغم كونه عضواً من أعضاء السكرتارية إلا انهم كانوا ينظرون إليه على انه السكرتير الوحيد لهذا المجلس لذا جاء انتخابه رئيسا لإدارة الوكالة اليهودية طيلة 15 سنه متواصلة ..وان ظل الهستدروت مجال عمله المركزي ..و توسع في نشاطه السياسي فلعب دوراً كبيراً في تأسيس حزب " أهودوت هآفوداح " الذي تحول اسمه عام 1930 إلى حزب العمل الإسرائيلي .و في نفس الفترة (1920_1921) أدار بن جوريون و شلومو كفلنكسي المكتب السياسي للاتحاد العالمي لحزب ( عمال صهيون ) في لندن رغبه في أن تكون لهما صلات وثيقة مع قاده حزب العمال البريطاني بهدف تحقيق وعد بلفور كما فهمه بن جوريون ( فقد فسره بن جوريون و غيرهم على أن معنى وعد بلفور هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على ضفتي نهر الأردن و ذلك بمساعدة الحكومة البريطانية على إقامته دون الالتفاف إلى حقوق العرب .. أي انهم فسروه على انه إلتزام من الحكومة البريطانية بإقامة دوله يهودية تبدأ على شكل حكم ذاتي قومي و ليس سياسي وإنطلاقا من هذا الفهم بدأ زعماء الصهيونية و لجنة العمل التابعة لها ( و معهم بن جوريون ) بدءوا في إرساء دعائم الحكم الذاتي في أرض إسرائيل المزعومة ..و نتيجة للرفض العربي و الفلسطيني لهذا الحكم بدأت تكوين الحركات القومية العربية و بدأت في هجومها و شن حربها على الوجود اليهودي في أرضهم بعد أن أدركوا مبكراً الهدف السياسي المختبئ خلف الرغبة في وضع حكم ذاتي إسرائيلي في فلسطين ..لذا فقد قرر بن جوريون نظراً لأحداث الشغب العربية ( على حد قوله ) أنه لابد من توافر الأمن لتستمر الحركة الصهيونية في تقدمها ومصدر ذلك كان خوفه من أمرين : أولهما أن تتم إباده اليهود في فلسطين على أيدي العرب و ثانيهما هو أن تؤدي الهجمات و أحداث العنف إلى هجرة اليهود المثقفين إلى خارج البلاد حيث أن هؤلاء هم رأس مال الصهيونية و القوة التي تحركها و تدفعها للأمام ..و نتيجة للنشاط الزائد الذي أبداه بن جوريون داخل أوساط الحركة الصهيونية ، إختارته المنظمة الصهيونية العالمية مسؤولاً عن النشاطات الصهيونية في فلسطين عام 1922و في 1925 إنضم بن جوريون إلى حركة ( بريت شلوم ) و التي كان أهم مبادئها السعي لإقامة دوله ثنائية القومية تحت الحكم اليهود في فلسطين ..على الرغم من انه كان يختلف مع الحركة في نظرتها للعرب ( كانت تنظر إليهم على انه يمكن التعايش معهم كأقلية قومية تحت السلطة الإسرائيلية عليهم )رفض بن جوريون أن تكون فلسطين لها نفس القيمة و الأهمية بالنسبة لليهود و العرب على حد سواء و أوضح ذلك بقوله : ( إن وجود الأمة العربية الاقتصادي والثقافي و إستقلالها القومي لا يرتبط و لا يتوقف على ارض فلسطين وحدها و ذلك بعكس اليهود إذ أن ارض فلسطين تعتبر بالنسبة للشعب اليهودي بأكمله هي الأرض الوحيدة التي يرتبط فيها مصيره و مستقبله التاريخي كشعب إذ انه في هذه البلاد فقط يمكنه أن يستأنف حياته المستقلة ويجدد اقتصاده الوطني وحضارته الخاصة وهنا فقط يمكن أن ينهض و يقيم دولته الرسمية ) و بعد ذلك ترأس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في فلسطين من 1935 حتى 1948و التي عملت بالتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذ وعد بلفورو قد كان سبب تميزه عن غيره في الإدارة هو انه كان الوحيد الذي إستطاع أن يدرك الخوف العربي من الحركة الصهيونية و أهدافها على عكس رفاقه الذين لم يروا أمامهم سوى ضائقة اليهود و السيوف النازية المسلطة على رقابهم و إن كان هذا الخطر قد انتهى فعليا في ذلك الوقت ( بل لم يكن له وجود أصلاً بل هو نسج خيال اليهود )في عام 1937 عندما يأس بن جوريون من إحتمالات التوصل إلى اتفاق مع العرب على أن يبقوا أقلية ضمن الحكم الإسرائيلي لأرض إسرائيل التي كانت لهم منذ قدم التاريخ على حد قوله تبنى نظريه ( الهجرة تتقدم على السلام ) بهدف إغراق فلسطين بعدد كبير جدا من المهاجرين اليهود بحيث يصبحون الأغلبية الساحقة من السكان بحيث انه لو تأسست حكومة مشتركة ( و هذا ما كانوا يرفضون ) تكون لليهود أغلبية الأصوات فيها وتتحول مع مرور الوقت إلى يهودية بحتة ..و الدليل على ذلك قوله ( إن السلام وسيلة وليس هدفاً أما الهدف هو تطبيق كامل لأهداف ومبادئ الصهيونية )و في هذه الأثناء أظهر بن جوريون معارضة قوية للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939 و الذي ينظم عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين .ثم عاد و دعا صهاينة العالم - رغم معارضته للكتاب الأبيض - إلى التعاون مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ( 1939 - 1945) و تأييدها في الحرب " كما لو لم يكن الكتاب الأبيض موجودا " ، و في الوقت نفسه دعاهم إلى محاربة الكتاب الأبيض " كما لو لم تكن الحرب مشتعلة " .و قد دعا الحاضرين في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في الولايات المتحدة الأميركية عام 1942 إلى تأييد فكرة إقامة كومنولث يهودي فلسطيني على أرض فلسطين .و بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية دعا اليهود عام 1947 إلى تأييد مؤقت لخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة و الداعية إلى إقامة دولتين منفصلتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.رئاسته للوزراء :انسحبت بريطانيا من فلسطين في 14 مايو 1948، و أعلن بن جوريون في اليوم نفسه قيام الدولة الإسرائيلية و عودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية .بعد إقامة إسرائيل عام 1948 أصبح بن جوريون أول رئيس وزراء لها ، و عمل فور توليه منصبه الجديد عام 1948 على توحيد العديد من المنظمات الدفاعية التي كانت موجودة آنذاك في قوات واحدة أطلق عليها قوات الدفاع الإسرائيلية IDF .كما عمل بن جوريون على تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية و البلدان العربية و غيرها .وقع مع ألمانيا الغربية عام 1952 اتفاقاً لتعويض اليهود المتضررين من العهد النازي المزعوم "الهولوكوست" .و ظل يشغل هذا منصب رئيس وزراء الحكومة حتى عام 1963 بإستثناء 19 شهر بين عامي 54 و 55 حيث تسلم الحكومة موشيه شريت ..عاد مرة أخرى إلى الحياة السياسية فى أوائل عام 1955 ليحل محل وزير الدفاع بن حاس لافون الذي استقال، و في نهاية السنة المذكورة أعيد إنتخابه رئيساً للوزراء .في عهد وزارته الثانية شن هجوماً عسكرياً بالتعاون مع القوات الفرنسية و البريطانية على مصر عام 1956 بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس .استقالته ووفاته :استقال من رئاسة الوزراء عام 1963 معلناً رغبته في التفرغ للدراسة والكتابة ، لكنه ظل محتفظاً بمقعده في الكنيست ، غير أنه لم يخلد تماماً لهذا النمط الجديد من الحياة فأسس عام 1965 حزباً معارضاً أسماه " رافي " .اعتزل الحياة السياسية عام 1970 و ألف العديد من الكتب منها : " العرب و الفلسطينيون و أنا " و " إسرائيل.. تاريخ شخصي " الذي أصدره عام 1970، و " اليهود في أرضهم " الذي صدر له بعد عام من وفاته .انسحب من الحياة السياسية عام 1970 حيث اعتكف في كيبوتس سيديه بوكر في صحراء النقب إلى أن توفي عام 1973 بعد ثمانية أسابيع فقط من حرب أكتوبر عن عمر يناهز 87 عاماً..
حاييم وايزمان
هو أول رئيس لإسرائيل .. و أحد مؤسسى دولة إسرائيل .ولد عام 1874 فى بلدة موتول بولاية بنسك إحدى ولايات روسيا البيضاء .. درس مبادئ الدين و التاريخ اليهوديين و اللغة الروسية و لغة " اليديش " التى كان يتحدث بها يهود روسيا , ثم أرسله والده إلى بنسك ليتلقى التعليم العالى هناك و تخصص فى الكيمياء .إنضم إلى جماعة ( أحباء صهيون ) * التى كانت تقوم بالترويج للحركة الصهيونية .عندما أراد استكمال دراسته العليا فى الكيمياء سافر إلى ألمانيا , و لكن لم يُسمح له بدخولها لكونه لا يحمل جواز سفر , فلجأ إلى التحايل حتى تمكن من الدخول خلسة .. فدرس فى مدرسة " البولتيكنيكوم " الألمانية و كانت أشهر معاهد تدريس الكيمياء فى أوروبا حينذاك , و حصل فيها على على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف عام 1899 .. و فى عام 1901 إختارته جامعة جنيف للعمل بها كمحاضر مساعد .. و فى عام 1904 أصبح أستاذاً بجامعة مانشيستر فى بريطانيا .و كان وايزمان أحد أوائل الزعماء الصهاينة الذين أدركوا وجوب الإعتماد على إحدى القوى الإستعمارية الكبرى لتنفيذ المشروع الصهيونى , و كان مدركاً تماماً أن المسألة عبارة عن تلاقى المصالح الإمبريالية و الصهيونية .. فالحركة الصهيونية تحتاج إلى الدعم الإمبريالى , و بريطانيا تحتاج إلى قاعدة و بما أن الحركة الصهيونية قاعدة رخيصة فلن تستطيع بريطانيا أن تجد صفقة أفضل منها .كلفه المؤتمر الصهيونى الثانى الذى عُقد فى 1898 بتشكيل الوفد الروسى لحضور المؤتمر .. و فى عام 1901 تم تكليفه بحمل اليهود على شراء أسهم البنك اليهودى الدولى و البنك الإستعمارى اليهودى , و فى ذلك الوقت أختير عضواً فى الحركة الصهيونية .و رفض وايزمان عام 1903 فكرة إختيار أوغندا مكاناً لليهود ينشئون فيه دولتهم بدلاً من فلسطين , و قال فى عام 1906 أثناء مقابلته لآرثر بلفور : إن اليهود يعتقدون أن إستبدال فلسطين بأى بقعة أخرى فى العالم نوع من الكفر , فهى أساس التاريخ اليهودى , و لو أن موسى نفسه جاء ليدعو إلى غيرها ما تبعه أحد ( ! ) و سيأتى اليوم الذى ننجح فيه فى إستعادة بلادنا فهذا امر لا شك فيه .ثم إندلعت الحرب العالمية الأولى بعد وصول وايزمان إلى سويسرا بيوم واحد , فقطع رحلته و عاد إلى إنجلترا .. و كان وايزمان فى ذلك الوقت يعمل فى مختبرات البحرية البريطانية و تمكن من تحضير الجلسرين و إنتاجه من السكر بالتخمير ثم إستخدمه فى عمل المفرقعات و عرضت عليه الحكومة البريطانية أن تشترى منه حق الإختراع مقابل ما يطلبه , و كان طلب وايزمان هو الحصول على وعد من الحكومة البريطانية بوطن قومى لليهود فى فلسطين مقابل حق إنتفاع الجيش البريطانى بالجلسرين المبتكر لصناعة المفرقعات التى إستخدمها ضد الجيش الألمانى .. و وافق لويد جورج على شرط وايزمان و كلف وزير خارجيته بلفور بأن يعلن وعده لليهود .و صدر وعد بلفور بالفعل فى 2 نوفمبر عام 1971 و الذى قوى من مركز وايزمان و الصهيونية فى أعين اليهود و فرض الصهيونية عليهم من أعلى .و رأس وايزمان الوفد الصهيونى لمؤتمر السلام الذى عُقد فى فرساى عام 1919 ليطالب بالموافقة الدولية على وعد بلفور و بأن يوكل لبريطانيا مهمة الإنتداب على فلسطين .وضع حجر الأساس للجامعة العبرية فى فلسطين فى عام 1925 , كما ساهم فى تأسيس أهم المعاهد العلمية فى فلسطين الذى أصبح فيما بعد معهد وايزمان للعلوم .و فى عام 1929 دعا وايزمان المنظمات اليهودية العالمية للإجتماع لإٌنتخاب أعضاء الوكالة اليهودية التى ظهرت إلى الوجود فى العام نفسه , و أصبحت تتحدث بإسم اليهودية العالمية .و بعد سطوع نجم الولايات المتحدة الأمريكية حول اليهود ولاءهم إليها , و قضى وايزمان وقتاً طويلاً فى أمريكا حتى يتمكن من إستقطاب القيادة الأمريكية إلى جانب المشروع الصهيونى و بالفعل إتفق مع الرئيس الأمريكى هارى ترومان على خطة التقسيم التى سوف تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها فى الأمم المتحدة على إقرارها , و إتفق معه على أن تكون صحراء النقب تابعة لليهود – رغم عدم وجودها فى خطة التقسيم – بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية وجود المياة الجوفية بها و على أن يكون لإسرائيل منفذ على البحر الأحمر .و صدر قرار التقسيم فى 29 / 11 / 1947 و قبل اليهود القرار على الفور لأنه أعطاهم الأرض التى كانوا يحلمون بها , و لتتجنب واشنطن الغضب العربى و الإسلامى تحايلت على الوضع فقررت إعادة النظر فى الأمر و عرضت الموضوع على الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإتخاذ قرار بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بمجرد إنتهاء الإنتداب البريطانى فى 14 / 5 / 1948 .. لكن رد وايزمان كان قاطعاً : إننى لا أقيم وزناً لخرافة القوة العربية العسكرية و لابد لليهود من إعلان إستقلالهم فى اليوم التالى لإنتهاء الإنتداب هذه هى الخطوة العملية للخروج من هذا الموقف .. و أعلن أن تعد الدولة اليهودية نفسها للحرب مع العرب .و عندما قامت إسرائيل فى 15 / 5 / 1948 كانت الولايات المتحدة هى أول المعترفين بها .. و أختير وايزمان عام 1948 رئيساً للمجلس الرئاسى المؤقت , و فى عام 1949 إنتخب كأول رئيس لإسرائيل .. و هنأه القاضى فرانكفورتر و قال له أن بإمكانه أن يقول ما لم يقله موسى لأن هذا النبى الأخير مات قبل أن يصل إلى أرض الميعاد , أما وايزمان فقد وصل بالفعل !!و لم يكن وايزمان سعيداً بهذا المنصب لأنه مجرد منصب شرفى محض .. و ألف كتاب " التجربة و الخطأ " عام 1949 الذى يتضمن سيرته الذاتية .. و توفى عام 1952 .
جولدا مائير
مولدها ونشأتها:ولدت جولدا مائير في الثالث من مايو عام 1898م لأبوين يهوديين، بمدينة "كييف" بروسيا، وكان أبوها نجاراً بسيطاً اضطرته الحاجة ومتطلبات الحياة إلى السفر إلى أمريكا عام 1903م، للبحث عن عمل يتكسب منه ويكفل للأسرة في روسيا حياة كريمة.استقرَّ الأب في مدينة "ميلواكي" بولاية "ويس كونسن"، وبعد فترة من العمل اضطر إلى استدعاء الأسرة للإقامة معه، فالزوجة لم تعد تستطع مواجهة الحياة وحدها، والقيام بواجبات الأطفال، فانتقلت الأسرة كلها إلى "ميلواكي" عام 1906م.التحقت الطفلة جولدا مائير بإحدى المدارس الابتدائية في "ميلواكي"، وكانت دراستها الثانوية في المدينة نفسها، وأثناء المرحلة الثانوية بدأت تظهر عليها ملامح وعلامات الشخصية القوية الفاعلة المؤثرة في الآخرين، فاستطاعت النفاذ إلى قلوب زميلاتها، ونجحت في جعلهن يلتففن حولها ويجعلنها مستشارتهن الخاصة!زواجها وهجرتها:تخرجت جولدا مائير في معهد المعلمات بـ"ميلواكي" وعملت في التدريس العام بالمدينة نفسها، وأثناء هذه الفترة انضمت إلى إحدى الجماعات الصهيونية النشطة، ومن خلال تواجدها في هذه الجماعة تعرفت على زوجها "موريس ميرسون" الذي كان من الأعضاء البارزين في الحركة، ومن المنظِّمين لها.. كانت العلاقة بينهما تكاملية، فهو يسعى إلى التنظير والتقعيد، بينما هي تسعى إلى إحياء هذه النظريات على أرض الواقع!في عام 1917م تمَّ زواج "جولدا" من "ميرسون" ذلك الرجل الهادئ، صاحب النظريات، الذي كان ينقاد غالباً إليها وينزل على آرائها، واستطاعت هي ـ بفضل حنكتها وتسلطها وطبيعة "ميرسون" الهادئة الميَّالة إلى التأمل ـ أن تقنعه بالسفر إلى فلسطين، بالرغم من رؤيته الخاصة بعدم جدوى السفر؛ إلا أنَّه كان يؤثر عدم الجدال معها، فهو قد عرفها قبل أن يتزوجها، وربما كان توثبها الدائم وقفزها على الأحلام من الأمور التي رغَّبته في الزواج منها برغم اختلافه معها في كثير من الأمور!طلاقها:بعد وصولها وزوجها "ميرسون" إلى فلسطين، وقيام دولة إسرائيل، انخرطت هي في العمل العام، وأصبحت ناشطة معروفة، يعهد إليها بالأعمال المهمة، بينما زوجها خفتت عنه الأضواء؛ نظراً لطبيعته الخاصة، التي لم تجعله يحظى بالحضور الاجتماعي كزوجته.أنجبت جولدا مائير ولداً وبنتاً، طوَّعت حياتهما ليسيرا معها في ركاب دعوتها، واستطاعت أن تعوضهما عن غيابها من حياتهما، فقد كانا فرحين بأمهما، واستطاعت هي أن تغرس بداخلها قناعة خاصة، مفادها أنَّها ليست امرأة عادية، وأنهما ليسا ولدين عاديين، فأمهما تسعى لبناء دولة، وهذا أوْلى من مكوثها إلى جوارهما.زادت المهام وتتابعت الأعباء، وكلما تتابعت المسؤوليات اتسعت الهوة بين الزوجين، وكان كل منهما ينزع إلى عالمه الخاص، حتى جاء اليوم الذي غابت فيه جولدا ـ أو كادت ـ عن حياة موريس، ولم تعد تملك أن تمنحه من وقتها وعاطفتها وفكرها، مما يجب على المرأة أن تمنحه لزوجها، وشعر هو بذلك، فكان الانفصال عام 1945م، وهو انفصال مبني على قناعات مسبقة عند الطرفين، وكان من توصيات جولدا لميرسون أثناء الانفصال أنهما لا بد أن يظلا صديقين، وأن يعملا سوياً لرفعة إسرائيل وتثبيت أركان الدولة!!!!!عملها السياسي:انطلقت مائير تبشِّر بالدولة الجديدة، وتعمل بهمة عالية، وحرية أكثر، وراحت تسعى لتذليل كل العقبات أمام المستعمرين القادمين من كل بقاع الأرض، فتقول في مذكراتها عنهم: "كان الرواد الأوائل من حركة العمل الصهيوني هم المؤمنين الوحيدين الذين يستطيعون تحويل تلك المستنقعات أو السبخات إلى أرض مروية صالحة للزراعة، فقد كانوا على استعداد دائم للتضحية والعمل مهما كان الثمن مادياً أو معنوياً".في الوقت نفسه كانت تدرك أنَّ التعبئة المعنوية وحدها لا تبني ولا تعمر، ولا بدَّ من تقديم الأسباب المادية، فتقول في موضع آخر من المذكرات نفسها: "لقد كانت فلسطين هي السبب، لقد كنت شغوفة بشرح طبيعة الحياة في إسرائيل لليهود القادمين، وأوضح لهم كيف استطعت التغلب على الصعاب التي واجهتني عندما دخلت فلسطين لأول مرة، ولكن حسب خبرتي المريرة التي مارستها، كنت أعتبر أنَّ الكلام عن الأوضاع وكيفية مجابهتها نوع من الوعظ أو الدعاية، وتبقى الحقيقة المجرَّدة؛ هي وجوب إقامة المهاجرين وممارستهم للحياة عملياً". وقالت أيضا:"لم تكن الدولة الإسرائيلية قد أنشئت بعد، ولم تكن هناك وزارة تعنى بشؤون المهاجرين الجدد، ولا حتى من يقوم على مساعدتنا لتعلم اللغة العبرية، أو إيجاد مكان للسكن، لقد كان علينا الاعتماد على أنفسنا، ومجابهة أي طارئ بروح بطولية مسؤولة".كانت تعي تماما أهمية العمل ومدى المعارضة والصعاب التي ستلقاها في مسيرتها وكانت دوما تقول:"أخبرت اليهود في جميع أنحاء أمريكا أنَّ الدولة الإسرائيلية لن تدوم بالتصفيق ولا بالدموع ولا بالخطابات أو التصريحات، إنما يجب أن توفر عنصر الوقت لبنائها، وقد قلت في عشرات المقابلات: لن نستطيع الاستمرار دون مساعدتكم، فيجب أن تشاركنا بمسؤولياتكم في تحمل الصعاب والمشاكل والمشقات، صمموا على المساعدة وأعطوني قراركم، لقد أجابوا بقلوبهم وأرواحهم بأنهم سيضحون بكل شيء في سبيل إنقاذ الوطن"!!لقد أعمى حلم إقامة الدولة عيون جولدا مائير عمَّا سواه من حقائق، فآمنت ـ إيماناً منحرفاً ـ وأقنعت الكثيرين بأنَّ فلسطين لهم، وبأنَّ العرب ليسوا موجودين أصلاً، وإن كانت لهم بقايا أو ظلال؛ فهي أضعف من أن تصمد أمام الزحف الصهيوني العنيد، وهناك قصة معروفة قيلت خلال اجتماعها بعدد من الكتاب الإسرائيليين عام 1970م، حينما عرض عليها كاتب بولندي انطباعه عن فلسطين بعد زيارته لها قائلاً: "العروس جميلة ولكن لديها عريس" فأجابته بغطرسة: "وأنا أشكر الله كل ليلة؛ لأنَّ العريس كان ضعيفاً، وكان من الممكن أخذ العروس منه"! ويحملها طموحها الجموح ونظرتها التوسعية أقصاهما حين وقفت على شاطئ خليج العقبة وأخذت تستنشق الهواء وتقول: "إني أشم رائحة أجدادي في خيبر".عاشت مائير حياتها وسط أجواء صاخبة، محشودة بالعداوات والصداقات، فبقدر ما كسبت مؤيدين متعصبين لها؛ كسبت معارضين ناصبوها العداء، حتى من بني جلدتها، وخصوصاً أصحاب خندق السلام! ومن بين هؤلاء الكاتب الإسرائيلي "بوعز أبل باوم" الذي أعدَّ دراسة تحمل عنوان "دليل رؤساء حكومات إسرائيل" يصف فيها جولدا مائير بأنَّها كانت منافقة، تجيد التلون كالحرباء، ويقول إنَّها بوقوفها ضد السلام أدت إلى اندلاع حرب أكتوبر التي راح ضحيتها 2600 شاب إسرائيلي، ورغم أنَّ الملك حسين حذَّرها قبل اندلاع الحرب بثلاثة أيام؛ إلا أنَّها تجاهلت تحذيراته، إضافة إلى أنَّ فترة حكمها اتسمت بالجمود ورفضت أية مبادرة للسلام، فقد كانت امرأة متصلبة فظَّة، تفتقر للمرونة وتميل إلى الوحشية، فحينما كانت تمر في طرقات وزارة الخارجية، وتلقي تحية الصباح باللكنة الأمريكية الثقيلة، تجد جميع العاملين وقد فروا للاختفاء في غرفهم هرباً منها.ويضيف المؤلف قائلاً: إنه على الرغم من أن جولدا كانت تتصف بالبلاهة في بعض الأحيان, وتخلط بين ما هو مسموح وما هو ممنوع, غير أنها تظل واحدة من ثلاثة رؤساء وزراء تمتعوا بالكاريزما (الآخران هما بن جوريون وبيجين) وخطبها السياسية كانت تجذب المستمعين, ومعظمها كانت خطباً عدوانية شرسة, وقد وصفها بن جوريون بأنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية"!ولعل أبرز ما عرف عنها هو عداوتها للأطفال فعلى الرغم من أنها كانت أماً لولد وبنت إلا أنها كانت تكره الأطفال وقد أبدت هذا في أقوالها غير مره ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- قولها بأن: "أنا أصاب بالغثيان صباح كل يومٍ يولد فيه طفل فلسطيني!!!!"وكانت تنظر إلى الأطفال الفلسطينيين على أنهم بذور شقاء الشعب الإسرائيلي، فكانت تقول: "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على قيد الحياة".وهي نظرة ثاقبة من امرأة كهذه، فهي تعي أنَّ أطفال اليوم هم قنابل الغد، ولا سبيل لإفساد مفعول هذه القنابل إلا بوأد هؤلاء الأطفال..كانت زعيمة حزب العمل الإسرائيلي، ورئيسة الحكومة الإسرائيلية في الفترة من 1969 وحتى 1974م وبذلك كانت "جولدا مائير" أول امرأة تتولى منصب رئيسة الوزراء.. وفاتها:وفي عام 1978م توفيت جولدا مائير عن ثمانين عاماً، قضتها في صراع مع الحق! ماتت جولدا مائير، ولم يتحقق حلمها، ماتت وليتها تعود لترى أجيالاً جديدة من الأطفال ورثت الثأر، وآمنت بأنَّ ذرَّة التراب في فلسطين أقدس من أي مكان في الأرض عدا مكة والمدينة.ماتت جولدا مائير ولم يمت أطفال فلسطين، ماتت واتسعت رقعة الأطفال الذين ملئوا المعمورة يطالبون بحقهم في أرض فلسطين.ماتت جولدا مائير ولم تر تحطم الحلم الذي عاشت من أجله حلم دولة إسرائيل...
هناك تعليق واحد:
موضوع مختلف ..
إرسال تعليق